تنطلق الخميس من واشنطن المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، وسط تقديرات بأن يشكل موضوع الاستيطان اختباراً حقيقيا لها، خصوصا في ضوء تأكيد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه لم يعِد واشنطن بعدم استئناف الاستيطان بعد انتهاء فترة التجميد في 26 الشهر المقبل، ثم تحذير اقطاب في حكومته من ان اي تجميد سيؤدي الى أزمة حكومية وانتخابات مبكرة. على خط مواز، هددت حركة «فتح» الرئيس محمود عباس بأنها ستكف عن تأييده إذا واصل المفاوضات بعد استئناف الاستيطان، في وقت علمت «الحياة» ان السلطة وافقت على حضور المفاوضات بناء على دعوة اللجنة الرباعية وليس تلبية للدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لمفاوضات «من دون شروط مسبقة». وفي باريس، اعرب الرئيس نيكولا ساركوزي عقب استقباله الرئيس حسني مبارك امس عن أمله بأن تؤدي المفاوضات المباشرة الى نتائج سريعة، محذراً من ان اطالتها «تؤدي الى تغذية كافة أشكال التطرف»، واعتبر ان الحديث عن «استئناف الاستيطان بالتزامن مع اطلاق المفاوضات لن يكون محط تفهم»، فيما اعتبر مبارك ان «المفاوضات المباشرة لا تمثل نهاية المطاف»، لافتاً الى ضرورة «إعادة عملية السلام الى مسارها الصحيح، واحترام مرجعيتها وتجاوبها مع الشرعية الدولية». في هذه الاثناء، كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في غزة أن عباس بحث مع كبار مستشاريه وخلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بيان اللجنة الرباعية وبيان كلينتون، موضحة أن الرأي استقر على الاعلان عن تلبية دعوة اللجنة الرباعية وليس دعوة كلينتون، علما ان دعوة الوزيرة الاميركية جاءت بعد ساعات قليلة على صدور بيان الرباعية في 20 الجاري، والذي تضمن الدعوة نفسها لكن من دون عبارة «من دون شروط مسبقة». وكان عباس قال في خطاب وجهه الى الشعب الفلسطيني ليل الأحد - الاثنين: «إذا كنا وافقنا على تلبية الدعوة الأميركية لحضور اجتماع واشنطن من أجل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، فإن موافقتنا هذه التي وصلنا إليها بعد مشاورات فلسطينية وعربية ودولية واسعة، إنما استندت إلى بيان الرباعية بكل ما احتواه من عناصر وقواعد وضمانات». واوضحت المصادر الفلسطينية أن «عباس يتوقع أن تفشل المفاوضات من الجولة الأولى بسبب مواقف نتانياهو وعدم امكان التوصل الى السلام معه ومع حكومته». ويتوقع ان تكون المفاوضات امام اختبار حقيقي عندما تنتهي فترة التجميد الموقت للاستيطان في الضفة في 26 الشهر المقبل، فمن جهة نقل مسؤول في حزب «ليكود» عن نتانياهو قوله خلال اجتماع لوزراء الحزب انه لم يعِد الولاياتالمتحدة بمواصلة تجميد الاستيطان، وانه لم يقدم اي اقتراح في هذا الصدد، مشيرا الى ان مستقبل المستوطنات سيتم بحثه اثناء المفاوضات. كما صرح نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم ان اي قرار في شأن الاستيطان سيؤجل الى ما بعد اطلاق المفاوضات، معربا عن قلقه من ان يؤدي ان تجميد جديد الى ازمة في الحكومة تقود الى انتخابات مبكرة. في هذه الاثناء، افادت اذاعة الجيش الاسرائيلي امس ان آلاف المساكن في 57 مستوطنة، بينها مستوطنات نائية، حصلت على التراخيص اللازمة لبدء اعمال البناء اعتبارا في 27 المقبل. في المقابل، حمّل عباس مجددا اسرائيل المسؤولية الكاملة في افشال المفاوضات اذا استأنفت الاستيطان، في وقت قال مسؤول كبير في «فتح» للاذاعة الاسرائيلية إن الحركة ستكف عن تأييد عباس إذا واصل المفاوضات مع إسرائيل بعد استئناف محتمل لعملية البناء في المستوطنات نهاية الشهر المقبل.