قبل 5 أسابيع على انتخابات الرئاسة الأميركية، بات الجدل الانتخابي محصوراً بمفاجآت «أكتوبر»، أوّلها تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» حول تجنّب المرشح الجمهوري دونالد ترامب في شكل قانوني، دفع الضرائب لنحو عقدين. وترتبط القنبلة الثانية المتوقعة هذا الأسبوع، بتسريبات لموقع «ويكيليكس» قد تكون «محرجة» للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، المتقدمة في استطلاعات الرأي. وتكمن أهمية هذا الأسبوع أيضاً في مناظرتين تلفزيونيتين على مستوى نائب الرئيس اليوم بين الديموقراطي تيم كاين والجمهوري مايك بنس، وأخرى بين ترامب وكلينتون ليل الأحد المقبل. ويُتوقّع أن تكون مناظرة كاين - بنس أكثر هدوءاً وأقل مشاهدة، من مواجهة كلينتون - ترامب، لكن أهميتها على المستوى الجمهوري ستتمثّل في تحسين صورة رجل الأعمال، وطمأنة القاعدة المتدينة، بعد أسبوع ضارٍ تضمّن هجوماً لترامب على ملكة جمال سابقة، وكشف ظهوره في شريط إباحي، وتسريب فضيحة ضرائبه للرأي العام. ورجّح روجر ستون، وهو كاتب مقرّب من حملة البليونير النيويوركي، أن يسرّب «ويكيليكس» ليلاً رسائل إلكترونية لكلينتون، في خطوة تبدو مسعى أخيراً لتحسين أرقام ترامب المتراجع شعبياً، إذ أظهر استطلاع للرأي أعدّه «بوليتيكو - مورنينغ كونسالت» تدنّي نيات التصويت لمصلحته إلى 36 في المئة، في مقابل 42 في المئة للمرشحة الديموقراطية. وأتاح تفوّق كلينتون في المناظرة الأولى، تعزيز شعبيتها بثماني نقاط لدى الفئة العمرية بين 18-29 سنة. وحقّقت كلينتون قفزة في فلوريدا، حيث تتقدّم بفارق أربع نقاط، وفق استطلاع أعدّه «مايسون ديكسون». واستفادت الوزيرة السابقة من دعم نجم كرة السلة الأميركية ليبرون جيمس، وهو من مدينة كليفلاند في ولاية أوهايو الحاسمة. وسيتوجّه الرئيس السابق بيل كلينتون إلى هذه الولاية غداً، حيث سيمكث ثلاثة أيام لتحفيز الاقتراع المبكر، والذي يبدأ هناك الأسبوع المقبل. وأعلنت حملة ترامب أنه يستعد للمناظرة الثانية، بمساعدة حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي والرئيس السابق لبلدية نيويورك رودي جولياني. وسيسعى إلى تركيز هجومه على كلينتون، بدل اتخاذ موقف دفاعي كما في المناظرة الأولى. وقد يستحضر ترامب الفضائح العاطفية لبيل كلينتون، على رغم تحذير المؤسسة الحزبية الجمهورية من ردود عكسية لذلك. وعلّق المرشح الجمهوري على وثائق نشرتها «نيويورك تايمز»، أظهرت أنه أعلن خسارة قيمتها 916 مليون دولار، في كشف ضريبي عن دخله لعام 1995، ما قد يكون مكّنه من تجنّب دفع ضرائب دخل اتحادية ل 18 سنة، قائلاً: «أعرف القوانين المعقدة للضرائب في بلدنا أفضل من أي شخص ترشّح للانتخابات، وأنا الشخص الوحيد الذي يستطيع إصلاحها». وكتب على موقع «تويتر»: «أمّنت عشرات الآلاف من فرص العمل، وسأعيد الرخاء الأميركي العظيم. هيلاري أوجدت فرصاً فقط في مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) ووزارة العدل». ولم تعلّق كلينتون على تقرير «نيويورك تايمز»، لكنها ذكّرت بتغريدة لترامب عام 2012، وَرَدَ فيها أن «نصف الأميركيين لا يدفعون ضريبة على الدخل، على رغم الدين العام الهائل». وكتبت المرشحة الديموقراطية على «تويتر» أن خصمها الجمهوري «تهرّب من دفع ضرائب لنحو عقدين، فيما دفعت عشرات الملايين من العائلات العاملة ما عليها». وتعهد ترامب أمس أمام محاربين قدامى، توسيع القوات المسلحة، لتعويض «استنزاف» الجيش الأميركي. واعتبر أن الولاياتالمتحدة باتت «أكثر اهتماماً بحماية المجرمين من تأكيد أننا أقوياء». وشدد على ضرورة تعزيز جهود الأمن الإلكتروني من «هجوم مستمر» من قوى أجنبية، وربط مشكلات في هذا الصدد باستخدام كلينتون خادماً خاصاً لبريدها الإلكتروني، خلال تولّيها حقبة الخارجية.