عوّض كل من المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب عن عدم قيامهما بجولة خارجية تشمل تقليدياً إسرائيل، بلقاء رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو في نيويورك أمس، عشية مبارزتهما الكبرى في المناظرة التلفزيونية الأولى لهما اليوم. والتقى نتانياهو ترامب في نيويورك على مدى 80 دقيقة مساء أمس، بعد ترتيبات تمّت خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما أكّد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اللقاء مع المرشّحة الديموقراطية أُعِدَّ له قبل فترة. وأصدر ترامب بعد لقائه نتانياهو بياناً يعد بالاعتراف بالقدس «عاصمة موحدة لإسرائيل»، إذا انتخب رئيساً للولايات المتحدة. وعكس اللقاءان الأهمية التي يوليها المرشحان لإسرائيل والصوت اليهودي - الأميركي الحاسم في ولاية فلوريدا، إضافةً إلى محاولة ظهورهما في «صورة قيادية» إلى جانب نتانياهو، علماً أن علاقة كلينتون بالأخير طويلة، إذ لعبت دور الوسيط بينه وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما كانت وزيرةً للخارجية (2009- 2013)، في حين تنحصر العلاقة مع ترامب بمجال الأعمال والدعم الذي يتلقّاه ترامب من الثري شيلدون أدلسون، وهو صديق لنتانياهو. ويخوض المرشّحان مناظرةً ساخنة فجر الثلثاء، يرجّح أن تحطّم الرقم القياسي التاريخي للمناظرات باستقطابها أكثر من 80 مليون مشاهد. وأحاطت بالمناظرة التي ستنقلها شبكة «أن بي سي» من جامعة «هوفسترا»، تهديدات وشجارات بين الحملتين على خلفية دعوة كلينتون لرجل الأعمال الجمهوري مارك كوبان المعارض لترامب إلى حضور المناظرة والجلوس في الصف الأول بين المشاهدين. وردّ ترامب بأنه سيدعو جينيفر فلاورز وهي سيدة من أركنساو قيل إنها كانت عشيقة بيل كلينتون أوائل التسعينات. وتراجعت حملة ترامب عن هذه الدعوة لاحقاً، فيما توسّطت اللجنة الوطنية للمناظرات بين الحملتين للاتفاق على مَنْ سيجلس في الصف الأول. ويحاول كل من المرشّحين شن حرب نفسية على الآخر، نظراً إلى تقاربهما في نتائج الاستطلاعات. وعكس استطلاع ل «واشنطن بوست» وشبكة «أي بي سي» أمس، شبه تعادل بين ترامب وكلينتون بنسبة 49 في المئة للمرشحة الديموقراطية و47 في المئة لرجل الأعمال الجمهوري. وتحيط بالمناظرة أحداث مدينة شارلوت في كارولينا الشمالية، ونشر الشرطة شريط فيديو يُظهر ملابسات قتل أحد عناصرها رجلاً أسود، يبدو أنه لا يحمل سلاحاً، فيما أجبرت الاحتجاجات المستمرة في المدينة المرشّحين على تأجيل زيارتيهما للولاية. وأعطى استطلاع «واشنطن بوست» أفضليةً كبيرة لكلينتون وسط الأفارقة الأميركيين، بنسبة 80 في المئة، في مقابل 3 في المئة لترامب. ويتقدّم المرشح الجمهوري بين البيض بنسبة 51 في المئة، في مقابل 33 في المئة لكلينتون. وسترسم المناظرة منعطفاً في السباق بين إمكان حفاظ ترامب على زخمه أو نجاح كلينتون في مهاجمته. وبعد المناظرة التي تأتي قبل ستة أسابيع من التصويت في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ينطلق المرشحان في جولات على الولايات الحاسمة مثل أوهايو وبنسلفانيا وفلوريدا التي ستقرر السباق.