الاسم: حفرة . العمر: شباب متجدد، وحيوية متدفقة، وعطاء بلا انقطاع، أحفر لأردم، وأردم لأحفر، وأحفر لمجرد الحفر، وأردم لمجرد الردم. هدفي في الحياة: تشغيل سواعد القوى النائمة، وتحطيم المركبات الجديدة، وبث روح الحماسة والشجاعة والإقدام في الضمير الإنساني عبر تذكيره بوجوب حفر الخنادق الحربية استعداداً للمعركة الفاصلة! العنوان: قلب طرفك يمنةً ويسرة في حيك السكني، أو قرب باب بيتك، أو على رأس الشارع العام، سترى شبح ابتسامتي يلوح لك من بعيدٍ أو قريبٍ بمصابيحي الملونة الجميلة، كشاهدٍ حيٍ على حفلة زفافٍ أسطوريٍ لأميرة فاتنةٍ، ولافتاتٍ تحذيريةٍ تقول: احذر أمامك حفرة، نأسف لإزعاجك، سامحني حبيبي، «معليش» فترة زمنية قصيرة ونفتح الطريق والله ييسر، بص قدامك وبلاش عبط، الحفار لا يتحمل مسؤولية سقوطك في الحفرة. أنواعي: حفرة عميقة للغاية، أعمق من إحساس الفنان المرهف، بل أعمق من الثقب الأسود الذي يلتهم الكواكب والمجرات في ظلام الفضاء الخارجي، وقد أتحول في لحظاتٍ مجنونةٍ إلى خندقٍ مخيفٍ لا يغري بالفرجة علي أو التطفل على هندستي البارعة التي شكلتها يد فنانٍ لا يقرأ ولا يكتب إلا تضاريس بشرتي الحزينة، وهذا الخندق المخيف لا يغري عاقلاً أو مجنوناً من بني البشر بالقفز الأولمبي بين ضفتيه على صهوة جواده العربي الأصيل. كثيراً ما أغضب على الإنسان الذي لا يراعي أحاسيسي كحفرةٍ أنثويةٍ رقيقةٍ فأحفر نفسي وسط الشارع العام بمجموعةٍ من الحفر، أو أسخط على الجميع فأخفس الأرض في جنونٍ لأوقع العشرات من الضحايا الأبرياء . يحفرونني أيضاً لاستخراج الماء والنفط والغاز والذهب، وقد يحفرني إنسان ما ليوقع إنساناً آخر في داخلي، ولذلك قالوا في الأمثال: من حفر حفرةً لأخيه وقع فيها، غير أنني وطوال حياتي لم أر إنساناً يحفر حفرةً لأخيه الإنسان، ليقع الحافر فيها، على العكس من ذلك، الذي يقع في داخلي هو المحفور له دائماً! مكهرب