بريجيت باردو، نجمة العصر الذهبي الفرنسي وأيقونته الأولى، تواصل في الخامسة والسبعين من عمرها إثارة الجدل. فهي إذا كانت قد اشتهرت بدفاعها الشرس والمتواصل عن الحيوانات وانتقادها أحياناً نمط عيش المهاجرين في فرنسا، إلا أنها هذه المرة تثير الجدل حول نفسها، فقد احتجت بشدة على مشروع فيلم يروي سيرة حياتها من الألف الى الياء يعده السينمائي الأميركي المغمور كايل نيومان ويمنح فيه زوجته الممثلة المغمورة أيضاً جيمي كينغ دور باردو. وتقول باردو أنها لا تزال على قيد الحياة وأن الأعمال الفنية أو الأدبية التي تنفذ على شكل سيرة عادة ما تخص المشاهير الراحلين، وأنها ستلجأ الى القضاء من أجل ايقاف المشروع والتأكد من أنه لن يرى النور بأي شكل من الأشكال طوال حياتها، مؤكدة أن الممثلة القادرة على تقمصها لم تولد بعد. الا أن باردو تتجاهل قيام نجمة عرض الأزياء التي تحولت ممثلة ليتيسيا كاستا بأداء دور باردو في الفيلم الروائي «غانسبور حياة بطولية» في 2009 والذي روى سيرة النجم الراحل سيرج غانسبور أحد الرجال الذين لعبوا دوراً في حياة الأيقونة الفرنسية، مؤكدة أنها لم تشاهد هذا الفيلم. ويبدو أن محاولات باردو لمنع تنفيذ المشروع السينمائي الأميركي لن يكتب لها النجاح، إذ ليس هناك ما يمنع قانونياً تأليف كتاب أو تصوير فيلم حول حياة شخصية ما على قيد الحياة، ومن دون الحصول على موافقتها طالما أن العمل الأدبي أو الفني لا يتضمن ما قد يعتبره القانون مهيناً لصاحب العلاقة. والمشكلة تكمن في أن البت في الأمر لا يتم إلا بعد انجازه العمل وليس قبل ذلك بطبيعة الحال، ما يعني أن باردو لن تستطيع فعل شيء طالما أن الفيلم لم يصور ولم يُعرض في الصالات. وحتى إذا تم ذلك فسيكون في الولاياتالمتحدة حيث القانون أقل صرامة منه في فرنسا. ومن غرائب الصدف أن الرئيس نيكولا ساركوزي سيجد نفسه قريباً في الموقف ذاته لباردو، إذ أن الممثل ديني بوداليديس يستعد لتقمص شخصية الرئيس الفرنسي في فيلم سينمائي عنوانه «الغزو» سيبدأ تصويره في مطلع الخريف ويخرجه كزافييه دورينجر، لكن بطلة الفيلم التي ستلعب دور قرينة ساركوزي لا تزال مجهولة.