واصل تنظيم «داعش» أمس سلسلة هجمات بدأها منذ أيام تستهدف بلدات محررة منذ شهور في محافظتي صلاح الدين والأنبار، وسط مخاوف من توسع حرب المفخخات والانتحاريين والهجمات المباغتة على منشآت حكومية، لجأ إليها مسلحو التنظيم بعد خسارتهم مراكز المدن. وشن «داعش» هجوماً أمس على قضاء الرطبة، جنوب الأنبار، وفجّر مشروع الماء الرئيسي في المدينة ما تسبب في قطع امدادات المياه عن المدينة المحررة حديثاً، فيما قتل وأصيب أكثر من 15 شخصاً بتفجير سيارة ملغمة استهدفت قضاء طوزخورماتو شمال محافظة صلاح الدين. وقالت مصادر أمنية في الأنبار إن عناصر من «داعش» شنوا هجوماً مباغتاً فجر أمس استهدف مشروع ماء الضبعة شرق الرطبة وتسبب في قطع الماء في شكل كامل عن المدينة، وأن التنظيم استغل ضعف الحماية الموجودة في المشروع وأقدم على تفخيخه بعبوات ناسفة وتفجيره عن بعد. وقال شعلان النمراوي، أحد شيوخ عشائر الأنبار، ل «الحياة» إن «الهجوم على الرطبة كان متوقعاً، وإن عشائر هيت والبغدادي والرطبة حذّرت منذ الأسبوع الماضي من تخطيط داعش لشن هجمات على هذه المدن، مستغلاً توقف العمليات العسكرية على معاقل التنظيم في المناطق الصحراوية المحيطة بالمدن». وأضاف أن «قوات الأمن ركزت جهدها في السيطرة على مراكز المدن لكنها تجاهلت الضواحي التي ما زال المتطرفون يسيطرون عليها ويستخدمونها منطلقاً لتهديد المدن المحررة»، مشيراً إلى أن بلدتي هيت والبغدادي تتعرضان منذ أيام إلى هجمات صاروخية من جانب التنظيم. وطالب النمراوي انشاء تشكيلات عشائرية من السكان المحليين توكل إليهم مهمة ملاحقة المتطرفين في المناطق الصحراوية بمساعدة من قوات الأمن للقضاء على جيوب «داعش» في شكل نهائي. إلى ذلك، قتل وأصيب نحو 15 شخصاً بتفجيرين متعاقبين بسيارة مفخخة وانتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً استهدفا قضاء طوزخورماتو شمال صلاح الدين. وأوضحت مصادر أمنية أن سيارة مفخخة مركونة إلى جانب الطريق انفجرت بالقرب من محال تجارية في منطقة شاهتان جنوب غربي طوزخورماتو، أعقبها تفجير انتحاري بحزام ناسف، أسفرا عن مقتل ستة أشخاص وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة. وجاءت هذه التفجيرات بعد يومين على هجوم واسع شنه عشرات المتطرفين على بلدة الضلوعية جنوب صلاح الدين أسفر عن مقتل وإصابة 53 عنصراً أمنياً في المنطقة. وحذّر قادة عسكريون من استغلال «داعش» ثغرات أمنية في ضواحي المدن المحررة في صلاح الدين، خصوصاً تلك المطلة على الجانب الغربي من المدينة والمرتبطة مع منطقة الجزيرة في محافظة الأنبار. وفي نينوى، أعلن مدير ناحية القيارة صالح الجبوري في بيان أن «بئراً واحدة لا تزال مشتعلة بالقرب من حي الشهداء في القيارة، من أصل أربعة آبار أضرم داعش النار فيها»، مضيفاً أن «هناك نحو 12 مستنقعاً نفطياً لا تزال النيران مشتعلة فيها». واستعاد الجيش السيطرة على ناحية القيارة جنوب الموصل في 23 من الشهر الماضي بعد معارك عنيفة، ودخلت قوات الأمن مركز المدينة في أعقاب انسحاب مسلحي «داعش» منها بعدما اضرموا النار في آبار النفط القريبة. وأفاد مصدر في وزارة الداخلية بأن عبوة ناسفة انفجرت أمس مستهدفة دورية للجيش لدى مرورها في قضاء التاجي شمال بغداد أسفرت عن مقتل أحد عناصرها وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة وإلحاق أضرار مادية بعجلة الدورية.