تعرضت منطقة العبيدي، شرق بغداد، أمس، لدمار واسع بتأثير انفجار مستودع للأسلحة تابع لأحد فصائل «الحشد الشعبي»، وتسبب حريق تعرض له المستودع بانطلاق صواريخ عشوائية على المناطق المجاورة، أحدثت أضراراً كبيرة في عشرات المنازل. وصدت القوات الأمنية العراقية بإسناد من الحشد الشعبي هجوماً واسعاً شرق صلاح الدين أدى إلى سقوط عشرات الضحايا. وأفاد مصدر أمني أن «مخزناً للأسلحة يعود إلى عصائب أهل الحق، وهي أحد فصائل الحشد الشعبي في الحي الصناعي في منطقة العبيدي تعرض لحريق صباح أمس أعقبه انفجار عتاد وصواريخ شوهدت وهي تتساقط في أحياء سكنية مكتظة». ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو للحريق والانفجارات التي أحدثها سقوط الصواريخ، وأظهرت المقاطع أضراراً كبيرة تعرضت لها منازل في المنطقة المحيطة بالمستودع. وأوضحت «قيادة عمليات بغداد» أن «مخزناً للعتاد أنفجر في منطقة العبيدي وتسبب بسقوط إصابات بين المدنيين وتمت السيطرة على الموقف». إلى ذلك، قتل وأصيب نحو 53 عنصراً في قوات الأمن خلال هجوم مباغت شنه داعش على بلدة الضلوعية، جنوب صلاح الدين، وقال الناطق باسم «الحشد الشعبي» أحمد الأسدي في بيان إن «قوة إرهابية هاجمت، من أربعة محاور منطقة مطيبيجة الواقعة قرب ناحية الضلوعية واستهدفت نقاط انتشار فوج مغاوير البصرة التابع لعمليات سامراء وقوة من الحشد العشائري». وأضاف أن «الهجوم أسفر عن قتل 30 عنصراً من قوات الأمن وإصابة 23 آخرين»، وأشار إلى أن «قوة من الحشد الشعبي توجهت إلى مكان الهجوم كما وصلت تعزيزات من قاعدة سبايكر في تكريت وتم تأمين مدينة سامراء إضافة إلى ناحية الضلوعية». وحذر من «تكرار هجمات داعش في حال بقاء منطقة مطيبيجية والمناطق المحيطة بها خارج السيطرة لأنها منطقة رخوة تحتاج إلى قوات كبيرة لمسك الأرض فيها ومنع تسلل المتطرفين». وقال مصدر في قوات «البيشمركة» أن «عبوة ناسفة استهدفت سيارة عسكرية تابعة لعناصرها في منطقة طوزخورماتو 70 كلم شرق تكريت، أسفرت عن قتل اثنين وجرح ثلاثة آخرين». وجاء هجوم «داعش» على صلاح الدين بعد يوم من استعراض عسكري نظمته فصائل في «الحشد الشعبي» بحضور زعيم منظمة «بدر» هادي العامري في بلدة الدور القريبة من الضلوعية. في الأنبار، واصلت قوات الأمن تعزيزاتها في الضواحي الشمالية لبلدتي هيت والبغدادي، غرب الرمادي، تمهيداً لإطلاق عملية لتحرير المنطقة من «داعش» الذي ما زال يسيطر على مناطق صحراوية شاسعة تعرف باسم منطقة الجزيرة، شمال الأنبار. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت ل «الحياة» إن «التنظيم يحشد مقاتليه للهجوم على بلدات غرب الأنبار وتشمل هيت والبغدادي وحديثة». وأشار إلى أن «مسلحيه يحشدون في مدينة القائم الحدودية مع سورية، وأعادوا تنظيم صفوفهم لشن هجمات انتقامية بعدما فقدوا السيطرة على بلدات الرمادي وهيت وكبيسة والرطبة والفلوجة خلال الأسابيع الماضية». وأوضح أن «قوات الفرقة السابعة وأفواج من مقاتلي العشائر يحضرون لإطلاق عملية لتطهير جزيرتي هيت والبغدادي بعد نجاح قوات الجيش من تطهير جزيرة الخالدي». في بغداد، فرضت إجراءات مشددة على خلفية عودة التيار الصدري إلى التظاهر في ساحة التحرير، بعد شهر من تجميد نشاطه. وقطعت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى الساحة، وأغلقت جسر الجمهورية وساحتي الخلاني والطيران، ونفق السعدون وشارع أبو نؤاس كما نشرت عناصرها وأقامت حواجز لتفتيش المتظاهرين. وقررت «لجنة التنسيق المركزية للثورة الشعبية» التابعة للتيار الخميس، العودة إلى التظاهر، وأعلنت في بيان أنها تدعو إلى التظاهر دعماً «لمشروع الإصلاح الذي أطلقه السيد مقتدى الصدر، ونظراً إلى تجاهل الحكومة وساستها مطالب الشعب».