احتل سوء اختيار «شريك الحياة»، الصدارة في الأسباب المؤدية إلى وقوع الطلاق في مجتمع محافظة حفر الباطن، بحسب دراسة اجتماعية أجريت أخيراً. إذ أشار إليه 92 في المئة من المشاركين في الدراسة. فيما حلت «الإهانة والسخرية» في المرتبة الثانية، بنسبة 90 في المئة. وكان «التدخل من جانب أهل الزوجين» ثالث الأسباب المؤدية للطلاق، وبلغت نسبته 87 في المئة. وحلّ «الشك» رابعاً، بنسبة 85 في المئة. أما الأسباب الأخرى، فكانت متفاوتة، بين «القبول والرفض»، و«محاولة فرض الشخصية»، و«التقصير في طاعة الله»، و«إهمال الزوجة لزوجها»، و«إرغام الفتاة على الزواج»، و«عدم معرفة كل زوج بمسؤولياته». وحصلت هذه الأسباب على نسب دون 80 في المئة. فيما رأى المشاركون في الدراسة التي أعدها الباحثان الاجتماعيان عبدالله عواض المطيري، وفهد عبد الهادي العنزي، أن «فقر الزوج وقلة دخله لا علاقة لهما بالطلاق في غالبية الأحيان». وعبّر نحو 72 في المئة من المشاركين عن عدم قناعتهم بكون ضعف الحالة المادية سبباً مباشراً لوقوع الطلاق. اللافت أن الدراسة الميدانية التي أجريت من خلال توزيع استبيانات على المشاركين، أظهرت أن «التعدد أو الزواج من أخرى ليس سبباً يستدعي الانتباه»، ما اعتبره الباحثان دلالة على أن «ثقافة التعدد مقبولة لدى العينة المستهدفة». فيما لم يوافق المشاركون في الدراسة، على اعتبار «إنجاب الإناث»، و«خروج الزوجة للعمل»، من أسباب الطلاق، ما يدل على الوعي الاجتماعي والثقافي لدى العينة، إذا استبعدهما نحو 60 في المئة من المشاركين. وقال الباحثان: «إن هناك أسباباً يرونها من مسببات الطلاق، مثل تكافؤ النسب، ووقوع الزوج في شَرَك المخدرات». وحرصت الدراسة على قياس مدى انتشار ظاهرة الطلاق في محافظة حفر الباطن، إذ ذُيلت الدراسة بسؤال عن عدد حالات الطلاق التي يعرفها مجتمع الدراسة، حيث أعطى مؤشراً على أن هناك حالات طلاق كثيرة في المحافظة. إلا أنه لم يعط أي دلالة إحصائية، إذا بلغت حالات الطلاق حوالي 180 حالة، ذكرها المشاركون في الدراسة، التي بحثت أسباب الطلاق، لرفعها إلى مركز التنمية الأسرية، بعد إجرائها على عينة ممن تجاوزت أعمارهم ال25 سنة. وعزا الباحثان المطيري والعنزي، اختيارهما لهذه الدراسة «لكون الطلاق سبباً رئيساً لكثير من المشكلات الاجتماعية المتعلقة في الأبناء أو الآباء والأمهات، أي أنه يسبب مشكلات لجميع فئات المجتمع، ولأنه هدم لبُنية المجتمع الأولى، وهي الأسرة، وكذلك لكونه ينطوي على آثار سلبية، سواءً اقتصادية أو اجتماعية»، مشيرين إلى حالات «الانحراف والجنايات، وسوء السلوك، والتأخر الدراسي، والأمراض النفسية، والاضطرابات الوجدانية، التي كان الطلاق سبباً رئيساً في حدوثها. لذا أتت هذه الدراسة لنقف جلياً على أسباب الطلاق الجوهرية، ونسعى إلى علاجها. أو نضع الإجراءات التي تقي من وقوع الطلاق». وعن نتائج الدراسة، يرى الباحثان أن الأمر «يستدعي وجود توعية للأزواج، ابتداءً من عملية اختيار الزوج أو الزوجة، إلى كيفية تعامل الزوجين مع بعضهما، وكيفية حل مشكلاتهما بكل خصوصية، إضافة إلى زيادة الوعي الديني، وإيجاد المراقبة الذاتية. وهذه التوعية تكون من طريق عمل الدورات التدريبية، أو توزيع المنشورات الهادفة، وزيادة الوعي الثقافي للزوجين من طريق الوسائل الإعلامية المتاحة». بدوره، أثنى مدير مركز التنمية الأسرية (ألفة) الشيخ رافع العنزي، على الدراسة. وقال: «إن المركز المعني في شؤون الأسرة يتبنى مثل هذه الدراسات، كونها تساهم في رسم خطة عمل المركز، وترتيب أولوياته»، مضيفاً ان «الدراسات تمنح المركز مؤشراً لمدى أهمية ما يجب أن نطرحه من قضايا بحسب حاجة المجتمع، مقدماً شكره للمشرف على الدراسات والبحوث عبدالله عواد الحربي.