أعلنت الجزائر أمس، أنها استقبلت «سراً» 200 شخصية ليبية لها دور في الأزمة في هذا البلد الذي يشهد أحداث عنف منذ سقوط نظام معمر القذافي. وأشارت إلى توقيع هذه الشخصيات «وثائق». من جهة أخرى، شنت طائرتان تابعتان لقوات «فجر ليبيا» غارة على مطار الزنتان المدني (أقصى غرب البلاد) أمس. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مراسلها في الزنتان، أن هذا القصف تزامن مع استعداد المطار لاستقبال رحلة للخطوط الليبية قادمة من مطار الأبرق (شرق) الذي تسيطر عليه الحكومة المعترف بها دولياً. ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية أن الغارة ألحقت أضراراً بنظام الإنارة في المهبط. في غضون ذلك، أدى هجوم لمسلحي تنظيم «داعش» إلى تدمير حقل المبروك النفطي بالكامل وحرق الآبار النفطية التابعة له وسط البلاد. واجتاح مسلحو «داعش» محطة الباهي النفطية وحقل المبروك الثلثاء، وأجبروا القوات التي تحمي المنشأتين الخاليتين على التراجع. وأفادت تقارير بأن خزانات حقل المبروك التابع لشركة «توتال» الفرنسية أحرقت وفيها 50 ألف برميل من النفط الخام. وأشارت المصادر إلى العثور على 8 جثث لجنود تعرضوا للذبح في الموقعين. ونقلت وكالة «رويترز» عن علي الحاسي الناطق باسم «غرفة العمليات العسكرية المشتركة» في منطقة «الهلال النفطي»، أن الإرهابيين في طريقهم للسيطرة على حقل الظهرة النفطي بعد انسحاب القوة المكلفة بحراسته نتيجة نفاد الذخيرة لديها. الجزائر وأكد الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والأفريقية الجزائري عبد القادر مساهل في تصريح للإذاعة الجزائرية أمس، أنه «خلال الأسابيع والأشهر الماضية، استقبلنا 200 شخصية ليبية بعيداً من الأنظار من أجل اجتماعات سرية، كلل بعضها بالتوقيع»، من دون أن يذكر طبيعة الوثائق التي تم التوقيع عليها، كما لم يذكر أياً من أسماء الشخصيات الليبية. وقال الوزير إن «الوضع في ليبيا فرض علينا فرضاً في 2011 عندما تدخل حلف شمال الأطلسي» (الناتو)، مشيراً إلى أنه «لم يتم الاستماع إلى موقف الجزائر وها هي النتيجة». وأضاف مساهل أن ما يحدث في ليبيا «يتعلق بالأمن الداخلي» للجزائر، لأن «الإرهاب ظاهرة شاملة وتجب معالجتها بمقاربة شاملة». أتى ذلك غداة استقبال مساهل المبعوث الخاص للجامعة العربية إلى ليبيا ناصر القدوة واتفاقهما على أن الحل السياسي ضروري في ليبيا «تفادياً لمزيد من التطور السلبي» للأوضاع في هذا البلد. وقال القدوة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية عقب لقائه مساهل: «نحن متفقون مع الجزائر على مبدأ ضرورة الحل السياسي للأزمة الليبية وعلى تفادي مزيد من التطور السلبي من خلال التسليح أو الدفع بأي اتجاهات خاطئة». وأضاف القدوة أن الجامعة العربية تشعر بالحاجة إلى التواصل مع المسؤولين في الجزائر والتشاور معهم حول كيفية دفع الأمور باتجاه الحل السياسي الضروري واللازم للأزمة الليبية، خصوصاً في ظل اقتراب موعد الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة الأسبوع المقبل. الاتحاد الأوروبي إلى ذلك، قالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني إن استئناف المحادثات بين الأطراف الليبية هذا الأسبوع في المغرب، يمهد الطريق لاتفاق سياسي نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا. وأكدت موغريني في بيان دعم الاتحاد الأوروبي وبقية المجتمع الدولي جهود مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، وحذرت من أن الأزمة في ليبيا هي الأكثر خطورة في الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي، وهي عرضة لخطر التصاعد، ما ستنتج منه «عواقب وخيمة على كل أوروبا». ورأت المسؤولة الأوروبية أن الفراغ المؤسساتي في ليبيا أوجد «أرضاً خصبة للجماعات الإرهابية». وأشارت إلى أن الوضع الليبي سيكون على رأس جدول أعمال الاجتماع غير الرسمي لوزراء الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية الذي سيعقد في ريغا عاصمة لاتفيا يومي الجمعة والسبت المقبلين، قبل انعقاد الاجتماع الرسمي المزمع في 16 من الشهر الجاري.