يعتصر الألم قلب والد الشاب مرضي، وهو يشاهد فلذة كبده غير قادر على الحركة. ويزداد ألم والده وهو يتذكر أن أحلام ابنه (20 عاماً) تحولت إلى كابوس، بعد أن أصبح مقعداً أسير الفراش منذ عامين. يعود أبو مرضي بالذاكرة إلى الوراء: «قبل عامين أصر مرضي على مرافقة شقيقه الأكبر إلى محال الورش القريبة من المنزل لإحضار سيارتي المعطلة والذي حلف علي ألا أذهب لإحضارها من أجل راحتي، وأثناء ذهابه تعرض لحادثة مرورية عنيفة نجا منها شقيقه، ولم يفق هو إلا في المستشفى»، موضحاً أن الأطباء شخصوا حالته بشلل رباعي، بسبب إصابة حبله الشوكي والمخيخ». وأضاف بصوت يكسوه الحزن: «بعدها انقلبت حياتنا رأساً على عقب، وانعدمت حركت ابني تماماً، فأصبح منذ ذلك الوقت طريح الفراش وعاجزاً عن الحركة»، مشيراً إلى أن ابنه «مرضي» كان رضياً لوالديه ولأهله وصاحب ابتسامة جميلة ومحبوباً من الجميع، إلا أن القدر جعله طريح الفراش. والد مرضي يعمل حارساً في إحدى مدارس البنات في شرق الرياض براتب 2000 ريال شهرياً، ويفكر في وضع ابنه الصحي كثيراً. وتابع: «الراتب لا يكفي، خصوصاً أن عدد أفراد أسرتي 14 فرداً، وأناشد خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده مساعدتنا، في الحصول على علاج لابني في مدينة الأمير سلطان الإنسانية». من جهتها، أكدت والدة الشاب أن مرضي لم ينعم بحياته مثل الشباب الباقين: «نحن راضون بما قسم الله لنا، ونتمنى من الله أن يقيض لنا رجالاً محسنين صادقين خصوصاً في هذا الشهر الكريم لمساعدة ابني في العلاج بأسرع وقت». وأضافت: «بعد الحادثة ضاعت أحلامنا، ولم تكن الأيام الماضية عادية لنا، مررنا بظروف صعبة عانى فيها ابني من شدة المرض ومن قسوة الأيام، فنحن أسرة لا نملك من الدنيا إلا راتب زوجي الذي لا يكفي عائلة كاملة، ولا يكفي لعلاج ابني تحملنا الكثير من المصاعب من أجل ابننا، وأكثر ما يحزننا عندما نشاهد دموعه تتساقط، بسبب إحساسه بالعجز عن خدمة نفسه». وأكد أحد فاعلي الخير أن الأسرة في حال مادية سيئة، تتطلب المساندة والوقوف معها من أهل الخير. وقال: «يعلم الله أنني زرتهم في أحد الأعياد ووجدت البنات الصغار يحتفلن بالعيد في المراييل المخصصة للدراسة، راجياً من الذين فتح الله عليهم مادياً أن يقفوا معهم، ويفرجوا همهم».