موسكو، واشنطن - أ ف ب، يو بي آي - أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في اجتماع عقد في منطقة روستوف الزراعية (جنوب غرب) ان موجة الحر والجفاف التي تضرب البلاد منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي، أتلفت حوالى ربع محاصيل الحبوب هذه السنة. وقال: «للأسف بات عدد كبير من المزارعين قريبين من الافلاس. الوضع صعب، بل طارئ، لذا سنخصص حوالى 1.2 بليون دولار لمساعدة الجمعيات الزراعية، وسندعم المتضررين على مستوى الأقاليم». واضاف: «نظام التأمين الزراعي في البلاد يجب أن يتغير كي يصبح أكثر فاعلية، والنظام الحالي غير فاعل عملياً». في المقابل، أعلن مدفيديف رفع حال الطوارئ في ثلاث من المناطق السبع الأكثر تضرراً بحرائق الغابات هي فلاديمير وماري ايل وفوروني، واستمرارها في مناطق موردوفيا وموسكو ونيجني نوفغورود وريازان. وبعدما اثارت وزارة الاوضاع الطارئة التي تراقب الغابات قلقاً كبيراً عبر كشفها احتراق اربعة آلاف هكتار في مناطق ملوثة باشعاعات ناتجة من كارثة تشيرنوبيل النووية عام 1986، بينها 270 هكتاراً في منطقة بريانسك (غرب) عند الحدود مع بيلاروسيا واوكرانيا، اكد فاليري دياديوتشنكو، مساعد مدير جهاز الرصد الجوي، ان مستوى الاشعاع في البلاد لم يتغير، على رغم الحرائق لا سيما في المناطق الغربية التي تلوثت باشعاعات تشيرنوبيل عام 1986. وقال: «نمشط المناطق بكثافة ونراقبها جيداً. ولم نلحظ في أي مكان من روسيا ارتفاعاً في مستوى الاشعاع الناجم عن انتشار نفايات الاحتراق». وكان وزير الحالات الطارئة سيرغي تشويغو نفسه أبدى قلقه الاسبوع الماضي من امتداد الحرائق الى المنطقة الملوثة باشعاعات، لكن خبراء روس وغربيين قلّلوا من الاخطار، في حين أكد الخبير الكسي يابلوكوف، مسؤول البيئة السابق في مجلس الامن الروسي، ان الجزيئات الاشعاعية قد تنتشر في حال احترقت منطقة بريانسك على مسافة تبعد مئات من الكيلومترات وصولاً الى منطقة نوفغورود شمال غربي موسكو وربما الى شرق اوروبا». الى ذلك، حذرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) من أن الحرائق التي تجتاح وسط روسيا وشرقي سيبيريا وغربي كندا أوجدت حلقة من تلوث الهواء تجاوزت حدود هذه الدول لتشكل حلقة حول كوكب الأرض. وأشارت الوكالة الى أن «من أبرز الملوثات الناتجة عن الحرائق هو غاز أحادي أوكسيد الكربون الذي يسبب أمراضاً خطرة كثيرة، ويساهم في ارتفاع كمية غاز الأوزون الأرضي الذي يسبب مشاكل في التنفس». ومع ارتفاع أحادي أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ينتقل كي يلف الكرة الأرضية. وأظهرت صور بثتها «الناسا» ان نسب أحادي اوكسيد الكربون تتركز حالياً فوق العاصمة الروسية موسكو والقطب الشمالي. وفي البرتغال، تواصلت حرائق الغابات في منطقة سييرا دا ايستريلا (شمال)، معرضة مجموعة من القرويين للخطر، فيما يكافح 1500 شخص على الأقل نحو 30 حريقاً كبيراً تؤججها الرياح القوية، والتهمت نحو 18 ألف هكتار من الغابات منذ الأول من الشهر الجاري. وفي جواردا، خسر المزارعون والقرويون معركتهم أمام زحف الحرائق. وقال احدهم: «احترق كل شيء، واستنفدنا المياه من آبار الري من دون ان يظهر رجال الإطفاء حتى الآن». وأكد مسؤولو الحماية المدنية مقتل إطفائية واصابة آخر بحروق بالغة بعدما حاصرتهما ألسنة اللهب إثر تغيّر اتجاه الريح فجأة، ما أدى الى سقوط آليتهما في واد يحترق بمنطقة ساو باولو دو سول الجبلية. وجرت السيطرة على النيران في المنطقة بعد جهود بذلها مئات من الاطفائيين خلال أربعة ايام. ولا تزال مساحة الغابات التي تأثرت بالحرائق حتى الآن اقل من السنة الماضية التي شهدت احتراق المساحة الاكبر خلال أربع سنوات.