أطلقت السلطات السودانية 25 شخصاً من مواطني دولة جنوب السودان محكوماً عليهم بالإعدام والسجن المؤبد، لإدانتهم بتهم عدة، منها تقويض النظام. وذكرت معلومات رسمية أن عملية الإفراج عن المتهمين تمت عبر تسليمهم إلى دائرة مراقبة الأجانب، لتسليمهم لسفارة دولة جنوب السودان بالخرطوم. وجددت جوبا التزامها بتنفيذ خريطة الطريق مع الخرطوم، التي اتفق عليها البلدان، خلال زيارة النائب الأول للرئيس الجنوبي الجديد تعبان دينق للعاصمة السودانية منذ أيام. وذكرت أن حكومة جوبا خيّرت حركات دارفور بين مغادرة الجنوب أو التجرد من السلاح والآليات والدخول في مخيمات قبل مطلع أيلول (سبتمبر). وأكدت أن تعبان دينق سيلتقي قيادات متمردي «الحركة الشعبية – الشمال» التي تقاتل الحكومة السودانية في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، للضغط عليهم من أجل التوقيع على اتفاق سلام مع الخرطوم خلال المفاوضات المرتقبة في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، وذلك لرفع الحرج عن جوبا في علاقتها بالمعارضة، وحتى لا تكون على حساب علاقتها مع السودان. من جهة أخرى، قال القيادى في المعارضة المسلحة فى جنوب السودان، سبت مقوك، عزم قائدهم رياك مشار مغادرة الخرطوم خلال أيام والاستقرار في أديس أبابا. وقال مقوك، فى تصريح أمس بالخرطوم، إن مشار سيغادر السودان خلال أيام، قاصداً بعض دول منظمة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد»، مثل كينيا وأوغندا وجيبوتي وأثيوبيا، على أن يستقر بأديس أبابا بصورة رسمية، عقب انتهائه من جولته. وأوضح أنه من المقرر أن يلتقي مشار رؤساء تلك الدول لشرح تفاصيل ما جرى بينه وبين رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وكيفية تنفيذ اتفاق السلام من جديد. وأكد أن مشار بات في صحة جيدة بعد علاجه من الجروح التي أصيبت بها قدمه جراء سيره على الأقدام لمدة 40 يوماً بالغابات الاستوائية، مبرزاً أنه من الممكن أن يبقى بالخرطوم، حال قدم له الرئيس عمر البشير الدعوة للإقامة بها. وفي سياق آخر أكد الأمين العام ل «الحركة الشعبية - الشمال» ياسر عرمان، إن معلومات تفصيلية وردتهم من داخل سجن في ام درمان غرب العاصمة الخرطوم بأن أسرى الحركة يعيشون أوضاعاً مزرية، متهماً الحكومة السودانية بارتكاب جريمة في حقهم بمحاكمتهم ومخالفة حقوق الأسرى. ولفت إلى معاناتهم ظروفاً قاسية ونقصاً في الطعام وإهمالهم طبياً وحقهم في الرعاية الصحية والنفسية، وتابع «يفتقدون لأبسط الحقوق الإنسانية والمدنية في سجن الهدى، ومعظمهم من الذين تمت محاكمتهم في سنجة». وكانت «حركة العدل والمساواة» في دارفور، أعلنت الاسيوع الماضي، إن أسيراً يتبع لها توفي في محبسه بسجن في العاصمة، متأثراً بداء السل. الا انه لم يصدر عن السلطات السودانية ما يؤكد أو ينفي ذلك. وأوضح عرمان أن قيادة «الحركة الشعبية» درجت على إطلاق الأسرى وأنها على استعداد من دون شرط لإطلاق أسرى عرقلت وصولهم الحكومة. مؤكداً استعداد الحركة مرة أخرى لتبادل جميع الأسرى من الطرفين والإفراج عن جميع أسرى الحكومة الذين قال إن عددهم يفوق أسرى «الحركة الشعبية».