انتقد نائب رئيس دولة جنوب السودان تعبان دينق، بشدة قرار مجلس الأمن الأخير، القاضي بنشر قوة دولية إضافية في بلاده، وعدّه انتهاكاً لسيادة بلاده، بينما أعلنت الحكومة السودانية أمس، ان زعيم المتمردين، النائب السابق لرئيس جنوب السودان ريك مشار موجود في الخرطوم للعلاج عقب فراره من جوبا بعد تجدد القتال بين الجيش الموالي للرئيس سلفاكير والمتمردين. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية احمد بلال في بيان: «استقبل السودان أخيراً الدكتور ريك مشار لأسباب إنسانية بحتة على رأسها حاجته العاجلة للعلاج والرعاية الطبية». وكان دينق قال في ختام زيارته إلى الخرطوم أمس، عقب توليه منصب النائب الأول خلفاً لريك مشار زعيم التمرد: «نحن رفضنا قرار الأممالمتحدة الرقم 2304 بسبب انتهاكه سيادة جنوب السودان». وأضاف: «نريد أن نعرف تفويض قوات الحماية، هل تريد حماية المدنيين أم أن تقوم بدوريات أم تحرس المباني الحكومية؟». وتابع معلقاً على قرار مجلس الأمن: «قالوا إنهم يريدون تولي تسيير مطار جوبا فأي حكومة يمكن أن تعطي مطارها لأجانب؟»، لكنه قال إن حكومته على استعداد للتفاوض مع الأممالمتحدة وزاد: «نريد الجلوس معهم في جوبا وليس في نيويورك». وكشف دينق عن اتفاقه مع البشير على طرد الحركات المسلحة المعارضة المناهضة لنظامي الحاكم في الخرطوموجوبا من الدولتين، وأعلن رسمياً تسلمه ملف العلاقات مع السودان. واعتبر تعبان دينق متمردي «الحركة الشعبية - الشمال السودان» وحركات التمرد في دارفور سبباً للأزمة بين البلدين. ونصح «الحركة الشعبية» بتوقيع سلام مع الخرطوم، وتابع: «نقول لإخوتنا لا يمكن أن يعاني إخوتكم في الجنوب بسببكم وحتى لو كان الجنوب لا يدعمكم فالسودان يستغل ذلك». وأضاف أن بلاده لن «تسمح لحركات التمرد بالانطلاق من أراضيها لتهديد أمن السودان. وأي سوداني يريد الاستمرار في الحرب لن يكون جنوب السودان منصة انطلاق له». وقال إن الرئيس سلفاكير ميارديت سيطلب من متمردي «الحركة الشعبية» التي تقاتل الحكومة السودانية في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بتوقيع اتفاق سلام مع الخرطوم. وزاد: «نأمل بأن لا يكون السودان نقطة انطلاق لمشار». وذكر دينق أن الخرطوموجوبا اتفقتا على فتح المعابر والنقاط الأمنية على حدودهما المشتركة وتوقع حسم الملفات الأمنية والحدود بين البلدين خلال 21 يوماً. في المقابل، حضّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري، زعماء جنوب السودان على «إنجاز المهمة» من خلال تنفيذ اتفاق السلام أو مواجهة عقوبات. وقال كيري بعد اجتماعات في نيروبي، مع وزراء خارجية الصومالوجنوب السودان وكينيا والسودان لمناقشة تصاعد العنف في جوبا: «الأمر متروك حقاً لقيادة جنوب السودان للقيام بالأشياء التي تعهدوا بها». وأضاف: «إذا لم يفعلوا، فحينها قد يكون هناك حظر أسلحة وعقوبات من الأممالمتحدة وهي الملاذ الأخير. لكن نأمل بأن تواجه الحكومة الانتقالية المشكلة وأن تنجز المهمة». على صعيد آخر، قُتل فتى سوداني (17 سنة) في مدينة سرت الليبية، بعد انضمامه الى تنظيم «داعش» المتطرف، ليصبح خامس سوداني يُقتل في ليبيا خلال شهرين. وتلقت عائلة الشاب نزار شمس الدين فضل المولى، الذي يعتبر الأصغر سناً بين السودانيين الملتحقين ب «داعش»، نبأ مصرعه أول من أمس، وأقامت سرادق لتقبل التعازي في ضاحية أركويت شرق العاصمة. وقال أحد أفراد العائلة أن ذوي الشاب تلقوا عبر اتصال هاتفي نبأ مصرع نجلهم، من دون الحصول على أي توضيحات حول كيفية مقتله. وأفاد بأن نزار الذي كان يدرس في الصف الثانوي غرر به وغادر الى ليبيا تحت مظلة «الدعوة إلى الله» لكنه وجد نفسه بين مسلحي «داعش».