اشترطت حكومة جنوب السودان تخلي زعيم المعارضة المسلحة، رياك مشار، عن العنف فضلاً عن النأي عن ممارسة أي نشاط سياسي إلى حين إجراء الانتخابات المقبلة في مقابل عودته إلى العاصمة جوبا، بينما يصل إلى الخرطوم اليوم نائب رئيس دولة الجنوب الجديد تعبان دينق لمناقشة تسوية القضايا العالقة بين البلدين. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل مكوي، في تصريحات للصحافيين عقب اجتماع لمجلس الوزراء في جوبا: «ليست لدينا مشكلة مع مشار، وإذا أراد العودة إلى جنوب السودان فعليه النأي عن العنف والتخلي عن ممارسة العمل السياسي لحين انعقاد الانتخابات المقبلة (في العام 2018)، لأنه إذا أراد أن يكون رئيساً للبلاد فعليه انتظار هذه الانتخابات». وأضاف: «الحكومة لن تسمح لمشار بالعودة في حال رفضه شروطها»، مؤكداً أن حكومته لا تعلم بمكان تواجد نائب الرئيس السابق حالياً. وبعث مشار رسالةً أكد خلالها وصوله سالماً إلى جمهورية الكونغو، وانتقاله إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حيث عبّر عن امتنانه لرئيس الكونغو ولبعثة الأممالمتحدة هناك، ل «تقديم العون له ولمرافقيه»، بعد اختفائه لأسابيع عقب أحداث جوبا. وكشف مشار نيته القيام بجولة على الدول المنضوية تحت لواء «الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا» (إيغاد)، لشرح مواقفه من الأحداث الأخيرة في جوبا. وتحدث مشار، في الرسالة التي عممها الناطق الرسمي باسمه، جميس داك، عن الصعوبات التي اعترضت قواته عقب أحداث جوبا، كاشفاً سيرهم على الأقدام على مدى 40 يوماً، قبل أن يهنئ قواته على «إفشال عملية اغتياله بالقصر الرئاسي في 8 تموز - يوليو» الماضي. ووفق مصادر حكومية، فإن ظهور مشار من جديد أحدث ارتباكاً لدى الحكومة في جوبا، التي سبق أن تلقت تقارير تفيد بمقتله، لاسيما أنه أُصيب في إحدى الهجمات. الى ذلك، كشفت وثيقة داخلية خاصة بالأممالمتحدة، أن حكومة جنوب السودان جنّدت أطفالاً خلال الأسبوع الماضي، استعداداً للنزاع المتجدّد. وأفادت بأنّ سياسياً رفيع المستوى عيّنه الرئيس سلفاكير ميارديت قاد عملية التجنيد في إحدى القرى، من خلال ترهيبهم، علماً أن عمر بعضهم لا يتجاوز 12 سنة. وغالباً ما تجبر الجماعات المسلّحة في جنوب السودان الأطفال على الانضمام إلى صفوفها، من خلال تهديدهم بمصادرة مواشي عائلاتهم، المصدر الرئيسي للثروة في هذا المجتمع الرعوي. وأشارت وثيقة الأممالمتحدة إلى أن تجنيد الأطفال حصل بعد وقت قصير من موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إرسال 4 آلاف جندي إضافي من قوات حفظ السلام إلى البلد. وأعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) أن 650 طفلاً على الأقل انضموا إلى الجماعات المسلحة في جنوب السودان هذا العام، عدا عن تجنيد حوالى 16 ألف طفل منذ بدء الحرب الأهلية في كانون الأوّل (ديسمبر) 2013. وأوضح الناطق باسم الجيش بلول رواي كوانغ، أن الشباب لم يجبَروا على الانضمام إلى الجيش، لافتاً إلى أنه لا يملك معلومات عن تجنيد أطفال. في تطور آخر، يصل إلى الخرطوم اليوم النائب الأول لرئيس جنوب السودان تعبان دينق قاي الذين عينه سلفاكير خلفاً لمشار، في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام. وقال توت قلواك مستشار رئيس جنوب السودان لشؤون الأمن القومي، عضو الوفد الوزاري المرافق لتعبان أن الزيارة ستناقش القضايا العالقة كافة. وأوضح أن الهدف الرئيس من الزيارة إعادة العافية والحيوية إلى العلاقة بين البلدين. وأضاف: «حين نذهب إلى الخرطوم نشعر أننا عائدون إلى الديار»، مشدداً على ضرورة تجاوز الخلافات بين البلدين وخلق علاقة نموذجية تستفيد من إمكانات البلدين ومواردهما بما يكملان بعضهما البعض لمصلحة شعبيهما. في شأن آخر، أعلنت «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور، أن أسيراً تابعاً لها توفي في سجن الهدى في الخرطوم، متأثراً بداء السل. ولم يصدر عن السلطات السودانية ما يؤكد أو ينفي ذلك. وتشير إحصائية غير رسمية إلى أن عدد المحكومين في السجون السودانية من منتسبي الحركات المسلحة يصل إلى 93 محكوماً، فضلاً عن عدد من أسرى المعارك. وأكد بيان لمكتب الأسرى والمعتقلين في الحركة أن الأسير مصطفى آدم إسماعيل، توفي الخميس الماضي، في زنزانته في سجن الهدى شمالي أم درمان في القسم التابع لجهاز الأمن والاستخبارات نتيجة تأثره بمرض السل. واتهم البيان الجهات الأمنية برفض تقديم العلاج والدواء وترك الأسير على حاله حتى توفي مساء الخميس. وأشارت «حركة العدل والمساواة» إلى أن المتوفي وآخرين تم أسرهم في معارك قوز دنقو والنخارة بين الحركة والقوات الحكومية في نيسان (أبريل) وأيار (مايو) 2015. وتابع البيان: «منذ ذلك التاريخ لم تسمح السلطات الحكومية للأسرى بالاتصال بذويهم أو تقديم أي خدمات علاجية لهم أو تقديمهم للمحاكمات».