اندلعت أمس مواجهات بين الأكراد والجيش التركي للمرة الأولى بعد إرسال أنقرة تعزيزات ودبابات إلى شمال حلب ولجأت إلى الطيران الحربي لدعم الفصائل الموالية من «الجيش الحر» في معركة إبعاد «داعش» والأكراد من الحدود التركية، في وقت بدأت القوات النظامية تمشيط مدينة داريا بعد استكمال ترحيل آلاف المدنيين والعسكريين منها إلى ريف دمشق وإدلب، بالتزامن مع ضغط المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا على المعارضة لقبول خطة دولية مدعومة روسياً لتهدئة لمدة 48 ساعة أسبوعياً في حلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصدر كردي ب «اندلاع مواجهات في محيط قرية العمارنة بين مجلس جرابلس العسكري المدعوم من القوات الكردية ودبابات تركية». وأوضح «المرصد» أن هذه الاشتباكات بدأت «بعدما تقدمت دبابات تركية إلى محيط القرية» الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي على بعد نحو ثمانية كيلومترات جنوب مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا. وأكد المسؤول الإعلامي في الإدارة الذاتية الكردية إبراهيم إبراهيم لوكالة «فرانس برس»، أن «الاشتباكات مستمرة الآن في محيط القرية بين مجلس جرابلس العسكري وجيش الثوار وشمس الشمال، ورتل من الدبابات التركية». وأفيد بقصف قاذفات تركية تحالفاً يضم مقاتلين أكراداً وعرباً. ووفق «المرصد»، «تعد هذه الاشتباكات الأولى من نوعها بين قوات مدعومة كردياً والقوات التركية» التي بدأت الأربعاء هجوماً برياً شمال سورية دعماً لفصائل معارضة بهدف طرد تنظيم «داعش» ووقف تقدم المقاتلين الأكراد الذين يسعون إلى إقامة شريط حدودي. وتمكنت هذه الفصائل من السيطرة بعد ساعات من بدء عملية «درع الفرات» على مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا، والتي كانت أحد آخر معقلين متبقيين لتنظيم «داعش» في محافظة حلب. كما سيطرت السبت على خمس قرى في محيط جرابلس. وأرسلت تركيا السبت ست دبابات إضافية إلى شمال سورية في إطار هذا الهجوم، في وقت ذكرت صحيفة «حرييت» أنه بات لدى تركيا خمسون دبابة و380 جندياً في سورية بعد ثلاثة أيام من بدء العملية. ويتحالف المقاتلون الأكراد في سورية مع مقاتلين عرب محليين في إطار «قوات سورية الديموقراطية» في محافظات حلب والرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق). وتمكنت هذه القوات من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق عدة، آخرها مدينة منبج مطلع الشهر الحالي، ما ضاعف قلق أنقرة التي تصنف جميع المقاتلين الأكراد «إرهابيين». إلى ذلك، دعا دي ميستورا جميع الأطراف المتحاربين إلى الموافقة بحلول اليوم على إعطاء ضوء أخضر لأول تسليم آمن لإمدادات الإغاثة إلى مدينة حلب المقسمة. وأضاف أنه لأسباب تتعلق بالعوامل اللوجستية والعمليات، فإن القافلة الأولى يجب أن تذهب عبر طريق الكاستيلو أثناء توقف إنساني لمدة 48 ساعة في القتال، على رغم أنه على علم بأن مسلحي المعارضة يعارضون استخدام ذلك الطريق الذي تسيطر عليه الحكومة. في المقابل، أصدرت فصائل معارضة، بينها «أحرار الشام» و «فيلق الشام» و «جيش المجاهدين» و «نور الدين الزنكي»، بياناً قالت فيه إن اختيار طريق الكاستيلو يشرعن سيطرة النظام عليه ويعطيه ميزة عسكرية، مع ترك طريق الراموسة عرضة للقصف من دون حماية. وأضافت: «الاقتراح الحالي يعطي ميزة للنظام، باعتبار أن الطريق المقترح يمر في مناطقه، حيث سيستخدمه إعلامياً في وقت يحرق البلاد»، إضافة إلى «القلق من دور روسيا التي تدعم النظام في قتل المدنيين، في الرقابة على النقاط والحواجز على طريق الكاستيلو. ويجب ألا تكون المساعدات الإنسانية غطاء لنشر قوات روسية في حلب». وأفاد «المرصد» بأنه «تم استكمال اتفاق داريا في كامل شروطه التي تضمنت إخراج أكثر من 3200 شخص من المقاتلين والمدنيين من مدينة داريا، بينهم نحو 800 عنصر مسلح، حيث جرى نقل المدنيين في الدفعتين المهجرتين إلى مراكز إيواء في حرجلة بريف دمشق الغربي ومراكز أخرى بضواحي دمشق وريفها، فيما تم نقل المقاتلين وعوائلهم نحو محافظة إدلب عبر حماة، ووصلت الدفعة الأولى منهم صباح اليوم (أمس)، كما انطلقت الدفعة الثانية نحو محافظة إدلب». بذلك باتت مدينة داريا خالية من المدنيين والمسلحين بعد تهجير سكانها في شكل كامل، بحسب «المرصد». وأضاف أن القوات النظامية بدأت «تمشيط المدينة التي بقيت لنحو 4 سنوات خارجة عن سيطرة النظام وعصية على قواته والمسلحين الموالين لها، على رغم قصفها بآلاف البراميل المتفجرة وآلاف القذائف والصواريخ الثقيلة، الذي خلف آلاف القتلى والجرحى». وقال ناشطون أمس ان الطيران السوري شن 14 غارة على حي الوعر المحاصر في مدينة حمص.