ذكرت «وكالة الأنباء الرسمية» السورية (سانا) أن الحكومة السورية والفصائل المقاتلة توصلتا اليوم (الخميس) إلى اتفاق يقضي بخروج آلاف المسلحين والمدنيين من مدينة داريا قرب دمشق المحاصرة منذ العام 2012. وقالت الوكالة إن «اتفاق التسوية ينص على خروج 700 مسلح من المدينة الى مدينة إدلب (شمال غرب)»، فضلاً عن خروج 4000 من الرجال والنساء مع عائلاتهم ونقلهم الى مراكز الإيواء»، من دون تحديد موقعها. وتابعت « يتضمن الاتفاق أيضاً تسليم السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل الى الجيش»، في ما أكد مصدر عسكري أن «الخطوة المقبلة ستكون بدخول الجيش الى المدينة». من جهته، أكد مصدر في الفصائل المقاتلة في داريا أن «التوصل الى اتفاق ينص على إفراغ المدينة، وخروج المدنيين والمقاتلين منها بدءا من الغد»، موضحاً أن «المدنيين سيتوجهون إلى مناطق تحت سيطرة النظام في محيط دمشق، وسيذهب المقاتلون الى محافظة إدلب، في حين يفضل آخرون تسوية أوضاعهم مع النظام». ويسيطر تحالف «جيش الفتح»، وعلى رأسه جبهة «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلان فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) وحركة «احرار الشام»، على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتين محاصرتين. وأشار مصدر سوري ميداني إلى أن «المفاوضات حول داريا بدأت منذ حوالى أسبوع»، لافتاً إلى أن هذه المدينة التي كانت تتعرض لقصف بعشرات البراميل المتفجرة في شكل شبه يومي تشهد هدوءاً منذ أمس. وقال إن «عملية خروج المسلحين والمدنيين تحتاج الى أربعة أيام لتنفيذها، ليدخل بعدها الجيش السوري». وتابع «ستخرج أول دفعة من الأشخاص غداً». أهمية خاصة خصوصاً لدى المعارضة السورية وكانت داريا الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب غربي العاصمة في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد في آذار (مارس) العام 2011، وهي من أولى البلدات التي فرض عليها حصار، وهي أيضاً مجاورة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز الاستخبارات «الجوية»، ما أعطاها أهمية خصوصاً لدى المعارضة. وانخفض عدد سكان داريا نحو 90 في المئة ويعيش فيها حالياً ثمانية آلاف شخص، في حين بلغ عدد سكانها قبل بدء النزاع والحصار الذي دام أربعة أعوام، حوالى 80 الف نسمة. يذكر أن أول قافلة مساعدات دخلت الى داريا منذ حصارها في العام 2012 في حزيران (يونيو) الماضي.