شكّلت المعارضة السورية وفداً جديداً أمس لاستكمال التفاوض مع الجانب الإيراني في شأن تسوية لقضية مدينة الزبداني التي يحاصرها النظام و «حزب الله» شمال غربي دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين واللتين تحاصرهما فصائل المعارضة في ريف محافظة إدلب (شمال غربي سورية). وتأتي المفاوضات الجديدة بعدما انهارت جولة سابقة بين الإيرانيين ووفد من «حركة أحرار الشام الإسلامية»، وفي ظل تقدم تحققه المعارضة في اتجاه كفريا والفوعة وتقدم مماثل يحققه النظام وحلفاؤه في «حزب الله» داخل الزبداني. وأفيد أمس بأن المجلس الإسلامي السوري الأعلى، وهو بمثابة مظلة تمثّل شريحة واسعة من فصائل المعارضة ومقره إسطنبول، شكّل فريقاً جديداً للتفاوض مع النظام بخصوص الزبداني والفوعة وكفريا. وقال «فيلق الشام» المنضوي في إطار «غرفة عمليات جيش الفتح»، في بيان نشره صباح أمس، أنه يعلن باسمه وباسم بقية فصائل الثوار دعمه والتزامه ما يحققه فريق التفاوض الجديد. ومعلوم أن المحاصرين في مدينة الزبداني كانوا فوّضوا «أحرار الشام» للتفاوض باسمهم على حل لقضيتهم، وهو ما تم على جولتين مع مفاوضين إيرانيين نيابة عن النظام في إسطنبول في آب (أغسطس) الماضي، من دون التوصل إلى اتفاق نهائي على حل يشمل ليس فقط الزبداني، بل أيضاً بلدتي الفوعة وكفريا. ولفتت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة إلى أن جولة المفاوضات الأولى بين «أحرار الشام» والإيرانيين فشلت «بسبب تعنُّت إيران... وإصرارها على تهجير سكان المدينة (الزبداني)»، فيما فشلت الثانية «بسبب رفض نظام الأسد الإفراج عن عددٍ من الأسيرات في سجونه». وأوردت «الدرر الشامية»، في هذا الإطار، أن مقاتلي «جبهة النصرة» و «كتائب الأوزبك وكتائب الشيشان والتركستان» انضموا أخيراً «إلى معركة الفوعة نصرةً لمدينة الزبداني التي تتعرض لحملة شرسة من قوات الأسد وميليشيات حزب الله»، مشيرة إلى «أنهم يعدون لهجوم جديد باستخدام العربات المفخخة». ومن أبرز الفصائل المشاركة حالياً في الهجوم على الفوعة وكفريا «حركة أحرار الشام» و «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، وفق «الدرر» التي أشارت إلى أن الطرف الأخير - «الاتحاد الإسلامي» - أعلن أنه يستهدف يومياً البلدتين الشيعيتين بأكثر من مئة قذيفة في إطار «معركة لهيب الشمال». وسيطر مقاتلو المعارضة في اليومين الماضيين على مواقع جديدة على تخوم البلدتين، بما في ذلك أربع نقاط في تلة الخربة الاستراتيجية التي تسمح بتضييق الخناق تحديداً على الفوعة. وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أيضاً، أنه «ارتفع إلى 9 على الأقل بينهم فتى دون سن ال18 عدد الذين قتلوا من عناصر الدفاع الوطني والمسلحين المحليين الموالين لقوات النظام في اشتباكات مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في محيط بلدتي الفوعة وكفريا... وقد وردت معلومات مؤكدة عن استشهاد ومصرع عدد من مقاتلي الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة». وفي ريف دمشق، قال «المرصد» أن «الاشتباكات العنيفة استمرت إلى ما بعد منتصف ليلة (أول من) أمس بين قوات الفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني وجيش التحرير الفلسطيني من جهة، والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى، في مدينة الزبداني، وتواترت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأضاف، من جهة أخرى، أن «اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط إدارة المركبات قرب مدينة حرستا بالغوطة الشرقية». ولفت إلى أن قوات النظام جددت قصفها بلدة زبدين بالغوطة الشرقية، فيما نفّذ الطيران الحربي 6 غارات على مدينة عربين في الغوطة الشرقية أيضاً وأربع غارات على حي جوبر شرق دمشق. وفي محافظة حلب (شمال)، أشار «المرصد» إلى أنه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 47 عدد المقاتلين» الذين قتلوا أول من أمس في الاشتباكات الدائرة بين تنظيم «داعش» والفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط مدينة مارع ومناطق أخرى بريف حلب الشمالي، مشيراً إلى مقتل 20 من الفصائل الإسلامية والمقاتلة، بينما قتل 27 على الأقل من «داعش» بينهم عنصر فجّر نفسه. وأكد أن الفصائل أسرت اثنين من «داعش» واستعادت السيطرة على مزارع قرية الكفرة بريف حلب الشمالي. في غضون ذلك، دارت اشتباكات في محيط قريتي باشكوي وحندرات بريف حلب الشمالي، بين فصائل المعارضة وقوات النظام وحلفائه من دون تسجيل تقدم لطرف على حساب آخر. وفي محافظة الرقة (شمال سورية)، قال «المرصد» أن قصف طائرات التحالف منطقة «المحكمة الإسلامية» في مدينة الرقة قبل يومين، أسفر عن مقتل «قاضيين» اثنين من «داعش» أحدهما عراقي والآخر من جنسية خليجية، لافتاً إلى أن طائرات التحالف نفّذت فجر أمس ضربات جديدة على «الفرقة 17» ومنطقة الفروسية شمال مدينة الرقة، من دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية. وفي محافظة حمص (وسط)، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وعناصر تنظيم «داعش» في محيط حقلي شاعر وجزل بالريف الشرقي، فيما قصف النظام بعنف مدينة القريتين في الريف الجنوبي الشرقي، وفق «المرصد» الذي أضاف أن حوالى 15 طفلاً ومواطنة تمكنوا من الخروج من القريتين ووصلوا إلى مناطق خارج سيطرة تنظيم «داعش» الذي فرض الجزية على مواطنيها المسيحيين لقاء منحهم الأمان. وأشار «المرصد»، من جهة أخرى، إلى أنه «ارتفع إلى 4 هم 3 مقاتلين من الكتائب الإسلامية ورجل، عدد القتلى نتيجة قصف قوات النظام مناطق في الجزيرة السابعة بحي الوعر» في مدينة حمص. وفي محافظة حماة المجاورة، قال «المرصد» أن مدفعية النظام وطائراته قصفت بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بريف حماة الشمالي وقرى القاهرة والعنكاوي وقليدين وتل جزم بسهل الغاب في الريف الشمالي الغربي.