تخطى عدد الزيارات التي شهدتها فعاليات «حكايا مسك»، في الرياض لليوم الثاني، حاجز ال39 ألف زيارة، وسط تفاعل شمل جميع منصات وأقسام المهرجان، واستمر المشاركون في الفعاليات في استعراض أنشطتهم من كتابة ورسم، وعقد ورش عمل، وتقديم عروض مسرحية، وأخرى مسجلة، أمام الزوار الذين تفاعلوا بدورهم وسجلوا أرقاماً إيجابية في مستوى حضور ومبيعات الشباب من أعمالهم الإبداعية المعروضة في سوق «حكايا». ووفرت فعاليات «حكايا مسك»، التي أطلقتها مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» أول أمس، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، في اليوم الثاني رحلة ترفيهية تثقيفية للزوار، إذ استطاعوا حضور ورش عمل تدريبية على الكتابة والرسم والإنتاج وتحريك الرسوم الكرتونية، ثم مشاهدة عروض مسرحية كوميدية، بينما فضل البعض حضور حكايا شباب، إذ قدم الراوي الشاب عبدالله الميموني عدداً من القصص الملهمة التي نالت إعجاب حضور القسم المخصص لسرد الحكايا، أما البعض فقد خصصوا وقتاً لمشاهدة الأعمال الإبداعية المباشرة في سوق حكايا، والتي يقوم عليها مبدعون، سواء في مجال الرسم أم النحت والنقش. ولم تقتصر رحلة «حكايا مسك» على ذلك، بل كان للزوار خيار مشاهدة أحدث الوسائل التقنية في صناعة القصة، في معرض «حكايا تك»، وتوظيف الرسوم والكتابة ودمجهمها في صناعة محتوى إبداعي، إضافة إلى استعراض إحدى الأدوات المساعدة في ذلك، كآلات التصوير الاحترافية، التي كان لها حكايا أثناء الفعاليات مع من لديهم شغف بهذه الصناعة. «حكايا مرابطين» شهدت فقرة «حكايا المرابطين» التي عرضت على المسرح حضوراً كبيراً وتفاعلاً مميزاً، وتحدث فيها الإعلاميان محمد العرب وجيهان الحداوي عن كثير من المحطات المهمة في يوميات الجنود السعوديين المرابطين على الحدود الجنوبية من المملكة. وأشار العرب إلى أنه توجه إلى الحد الجنوبي لدحض إشاعة سقوط جبل المخروق في أيدي الحوثيين، حيث نقل بالتصوير الحقيقة كما هي من دون تزييف أو تضليل. وشارك إلى جانب العرب على مسرح حكايا مسك، أحد المصابين من أبطال الحد الجنوبي، الذي تلقى العلاج وجاء للمشاركة على مسرح «حكايا المرابطين»، ونقل تجربته في الدفاع عن أرض الوطن وسط تفاعل كبير من الحضور. وكان محمد العرب حضر في الجنوب بصفته مراسلاً ميدانياً في موقع خطر للغاية، لينقل ويشرح كيف تكاتف الجيش والشعب السعودي في الرد على إشاعة احتلال جبل المخروق، ليرد بالصوت والصورة على الإشاعة، ونقل المراسل الظروف والاستعدادات والتغطية، وكيف استطاع القناص السعودي إبعاد المجموعة المهاجمة، لتتكامل العدسة وفوهة البندقية في رسم ملامح قصة ملحمية في تلك الليلة النجرانية. وبيّن العرب للحضور كيف يرى البعد الوطني للجيش السعودي، وروى قصص والشجاعة وحكاياها التي رآها، وكيف هي الأجواء هناك، مشيداً بما استشعره خلال وجوده على خط النار، مبيناً أن صلاة الفجر على الحد كانت أكثر داعماً ومحفزاً لبداية يوم مليء بالشجاعة، مستذكراً لمحات عاشها مع اللواء مطلق الأزيمع، يقول إن ذكرها يبقى للتاريخ شهادة لا يعرفها غيره عن يوميات قائد المنطقة الجنوبية مع انطلاق «عاصفة الحزم». وأشار إلى ما يتم ضبطه من مخدرات إيرانية يحبط تهريبها حرس الحدود السعودي. من جهتها، أشارت الإعلامية جيهان الحداوي إلى أن مشاركتها على الحدود، جاءت للشعور بما يشعر به المرابطون، مؤكدة أن ميادين الشرف ليست حكراً على الرجال. وحضرت مذيعة نشرات الأخبار الحداوي على الحد الجنوبي، والتقت في الحد رجلاً فتح أمامها كل الأبواب المغلقة وما أتت لتخرج به عبر الشاشة، حيث ودعته على أمل اللقاء، لتكون المفاجأة والفاجعة في أن تذيع خبر استشهاده. وكان حضور مراسلة سعودية في الحد الجنوبي أمراً بارزاً ومميزاً، بحسب ما تراه الحداوي، ومن خلال استقبالها للكم الهائل من التساؤلات الموجهة من الأمهات والسيدات السعوديات كافة، نقلت الحداوي قصص شجاعة المرابطين وحمايتهم، على باب حرض.