للعام الثاني على التوالي، تطبق وزارة التعليم العالي في العراق قرار قطع الإنترنت عن بغداد ومدن أخرى لمنع الطلاب الثانويين والجامعيين من الغش في الامتحانات النهائية، شاملة بذلك المنازل والأماكن العامة من الصباح حتى الظهيرة. ومنذ ان بدأت امتحانات الدور الثاني في العراق قبل ايام بات من المستحيل الحصول على خدمة انترنت معقولة او الاتصال بالشبكة قبل ان يحين موعد انتهاء تقديم الامتحانات. فالشباب الذين ابتكروا طرق غش متعددة في المدارس والجامعات اعيوا الهيئات التعليمية وبات قطع الإنترنت من أساسه احد اهم الإجراءات التي تقوم بها وزارة التعليم العالي بالتعاون مع وزارة الاتصالات لمنع الغش او على الأقل التقليل منه. الساعات الأولى في الصباح حتى الظهيرة هي الوقت الذي ينقطع فيه الإنترنت عن بغداد وبقية المدن العراقية في المناطق التي تقع ضمن الرقعة الجغرافية للمراكز الامتحانية للمدارس الثانوية والجامعات وهذا الانقطاع وفق التربويين والأساتذة مهم لمنع الكثيرين من الطلاب من الغش، لا سيما بعدما فصلت الجامعات عدداً لا يستهان به من الطلاب في امتحانات الدور الأول بعد ضبطهم وهم يغشون في الامتحان باستخدام تقنيات الإنترنت الحديثة. الشكاوى من الغش في الجامعات أكثر منه في المدارس فانتشار الظاهرة في الجامعات فاق التوقعات وباتت كتب الفصل من الدراسة بسبب الغش لطلاب جامعيين ضبطوا متلبسين تدور في شكل يومي في القاعات الامتحانية كنوع من التحذير للغشاشين الذين لم يتم ضبطهم بعد ولكل من يفكر في خوض التجربة. وتبين انه في شكل عام، فإن الشباب (الذكور) اكثر استخداماً للغش في الامتحانات من الفتيات باعتراف المراقبين في القاعات وعمادات الكليات التي اصدرت عشرات قرارات الفصل في الدور الأول بحق طلاب من الشباب. وكان بعض المتفوقين والأوائل حيروا أساتذتهم، فهم لا يحضرون المحاضرات في شكل منتظم مثلما كان الحال في ما مضى، ولا يشاركون في النقاشات وإذا سئلوا تلكأوا في الإجابة وكأنهم ليسوا في القاعة ولم يسمعوا شيئاً مما يقال. لكنهم حين يأتي الامتحان، تراهم يحصلون على درجات عالية ما اوقع اساتذتهم في حيرة من امرهم ودفعهم الى مراقبة تحركاتهم بدقة خلال الامتحان. وهكذا تمكن بعضهم من كشف حقيقة الدرجات المرتفعة وفُصل بعضهم من كليات في جامعات بغداد. قطع الإنترنت قد يخفض الغش في الامتحانات بالطرق الحديثة والمبتكرة أما الطرق القديمة فما زالت سارية المفعول حتى اليوم وأشهرها الغش بالحجاب والبراشيم الصغيرة والأقلام وتبادل الدفاتر بين طالب شاطر وآخر كسول مقابل مبلغ من المال وغيرها من الطرق. ولكن الملاحظ ان الغش التقليدي بالكتابة على اطراف الجسد تراجع كثيراً في الدور الثاني بسبب ارتفاع درجات الحرارة واضطرار الطلاب الى لبس ملابس خفيفة لا تخفي الكتابة كما تخفيه ملابس الشتاء. الامتحانات والإنترنت لا يتوافقان منذ اكثر من عام حينما التفتت وزارة التعليم للموضوع بعد ورود الكثير من قرارات الفصل بسبب الغش التي ذكرت ان الطلاب استخدموا الإنترنت للاتصال بأصدقاء لهم خارج القاعات يملون عليهم اجوبة الأسئلة، وعلى رغم ان القوانين الحالية في الجامعات تمنع الطالب من استخدام الموبايل اثناء الامتحانات. لكن يبقى ان اخفاء الجهاز ليس بالأمر الصعب على الغشاشين.