قد لا يحتاج طالب اليوم إلى من يعلمه أساليب الغش الحديثة، فمسح بسيط على مواقع الإنترنت أو عملية بحث بواسط «جوجل» تكفيه لدخول عالم كبير من وسائل الغش والبراشيم التي قد يغفل عنها الكبار. الأساليب التقليدية أصبحت من وجهة نظرهم ساذجة وبدائية، فهناك خصائص في أجهزة الكمبيوتر يمكن بواسطتها أن يطبع الطالب منهجا كاملا بأحرف مصغرة على شريط من ورق النايلون يلصقه على مسطرة أو بين أدواته الشخصية. هذا خلافا لإمكانية استخدام أجهزة البلاك بيري والمحافظ الألكترونية والبلوتوث خصوصا أن هناك مدارس أهلية تسمح بوجودها مع الطلاب، كما أن هناك من يستخدم أجهزة التسجيل الصغيرة في المعامل الخاصة بالمواد العلمية لتوضيح بعض الرموز الكميائية والقوانين الفيزيائية وبعض التجارب في علم النفس، وهذه الأجهزة يمكن إخفاؤها بسهولة. ويستخدم بعض الطلاب أقلاما الكترونية تحتوي على حاسبات آلية صغيرة لحفظ المعلومات المطلوبة وإعادة استرجاعها مرة أخرى وهي وسيلة خطيرة للغش في زمن نظم المعلومات والتقنية الحديثة، وقد حذر مسؤولون في وزارة التربية والتعليم من مروجي هذه الأقلام في محلات الأجهزة الالكترونية وطالبوا بوضع رقابة دقيقة من وزارة التجارة والغرفة التجارية وتحديد أصناف بعض المنتجات واستعمالاتها ومنع بعضها من دخول الأسواق. ويتفنن الطلاب في طرق الغش المبتكرة حتى أن بعضهم راح يبحث له عن فتوى ليصبغها بطابع شرعي، مستندا على أهمية العمل التعاوني بين الطلاب بهدف النجاح ولأهداف سامية ومشروعة تحت ذريعة «الغاية تبرر الوسيلة». وهناك ظاهرة الغش الجماعي بالاتفاق وتحديد الأدوار بين الغشاشين قبل دخول قاعة الامتحان وتقرير إجابات الأسئلة بنعم أو لا .. ومن ثم إصدار أصوات طبيعية كالسعال مثلا أو بعض الحركات التي تتناسب مع الأعداد والأرقام المتفقة ويمكن ذلك استخدام الألوان والأدوات المدرسية، فالأحمر مثلا خطأ والأزرق صح. وللطالبات أساليب غش أخرى يعتمدن فيها على طريقة إخفاء أدواتهن، خصوصا أن لديهن مخابئ كثيرة، فبعضهن يستخدمن الحلي وأدوات الزينة وبكلات الشعر في كتابة رموز وأرقام الإجابات، وذكرت مديرة مدرسة في جدة قصة طالبة ضبطت متلبسة وذلك حينما لاحظت المعلمة المراقبة كثرة حركاتها وتكرار الحكة في الرأس، وعند تفتيشها وجد مجموعة من البراشيم في بطانة شعرها.. لكن الطلاب والطالبات الذين يلجؤون إلى الغش يؤكدون أن العيب ليس فيهم وإنما في المناهج المكدسة بحشو المعلومات وفي أسلوب التدريس وطرائق الاختبار التي تقوم على طلب نص المعلومة من الكتاب ونسخها في ورقة الإجابة دون اعتبار للفروق الفردية واختلاف قدرة الاستيعاب والحفظ بين طالب وآخر. في وقت يؤكد فيه التربويون أن غياب الأسرة عن متابعة الأبناء في الامتحانات هو السبب الرئيسي للجوء الطلاب إلى الغش في الامتحان. وترى بدورها رئيسة شعبة المناهج في إدارة التخطيط والتطوير في تعليم جدة لمياء الحاج أن لإهمال وتقصير بعض المعلمين في متابعة الطلاب وإرشادهم بطرق المذاكرة الصحيحة دورا في انتشار وسائل الغش.