رفض التحالف الرئيس للمعارضة في جمهورية الكونغو الديموقراطية أمس (السبت)، إجراء محادثات مع حكومة الرئيس جوزيف كابيلا حول الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ولكنها أُجلت، داعياً التحالف إلى إضراب عام الثلثاء المقبل. وتريد المعارضة أن يُنهي كابيلا حكمه الذي بدأ قبل 15 عاماً في العام الحالي بحسب ما نص عليه الدستور، ولكن السلطات تقول أنه لا يمكن إجراء الانتخابات قبل تموز (يوليو) المقبل 2017، فيما تُفيد أكبر محكمة في البلاد بأن كابيلا يستطيع البقاء في السلطة إلى حين إجراء الانتخابات. وتمثل دعوة الإضراب تصعيداً كبيراً لتحرك المعارضة في بلد قُتل فيه نحو 40 متظاهراً في احتجاجات مناهضة للحكومة في ما يتعلق بهذه المسألة في كانون الثاني (يناير) 2015. وتمثل أيضاً نكسة لوسيط الاتحاد الأفريقي آدم كودجو الذي صرح في وقت سابق ان الطريق مفتوح أمام بدء محادثات تشمل كل الأحزاب الثلثاء المقبل للتوصل إلى اتفاق. وقال بيان على موقع للمعارضة على الإنترنت: «أحزاب المعارضة تدعو الشعب الكونغولي إلى إضراب عام في 23 آب (أغسطس)» الجاري، في حين تتهم المعارضة كودجو بمحاباة الحكومة وطلبت منه التنحي. وخلف كابيلا أباه الذي اغتيل في العام 2001، ثم فاز في أول انتخابات له في العام 2006. وينص الدستور على أن لا يتولى أي شخص الرئاسة أكثر من فترتين، على رغم أن المعارضين يتهمون كابيلا بتأجيل الانتخابات للتشبث بالسلطة. وتواجه الكونغو الغنية بالمعادن أعمال عنف في الشرق ولم تشهد مطلقاً انتقالاً سلمياً للسلطة. وقالت لجنة الانتخابات أول من أمس أن عملية تسجيل الناخبين لن تكتمل قبل تموز (يوليو) 2017، في إشارة جديدة إلى أن الانتخابات ستؤجل. وأوضح رئيس اللجنة كورنيلي نانغا لممثلي الأحزاب السياسية في العاصمة كينشاسا ان الحملة التي بدأت في آذار (مارس) لتسجيل أكثر من 30 مليون ناخب، في حاجة إلى 16 شهراً للانتهاء منها. وأضاف نانغا «القضية المطروحة أمامنا اليوم في الكونغو تتمثل في كيفية إجراء الدورة الانتخابية... في ظل القيود التقنية التي نواجهها»، مشيراً إلى التحديات اللوجستية لإجراء انتخابات في بلد يوازي حجم أوروبا الغربية تقريباً. وقضت أعلى محكمة في جمهورية الكونغو الديموقراطية في أيار (مايو) الماضي، بأن يبقى كابيلا في السلطة إذا لم تتمكن حكومته من إجراء انتخابات بحلول تشرين الثاني (نوفمبر). وقال كابيلا خلال الشهر الجاري المواعيد المعدلة للانتخابات لن تُنشر سوى بعد أن تصبح القوائم الجديدة للناخبين جاهزة. وأعلنت الحكومة انها تفضل إجراء الانتخابات المحلية والإقليمية قبل انتخابات الرئاسة، في وقت يعتبر بعض المحللين السياسيين ان هذا يشير إلى أن الكونغوليين لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع لاختيار خلف لكابيلا قبل العام 2018 أو العام 2019. وتخشى المعارضة أن يسعى كابيلا إلى إجراء استفتاء دستوري لزيادة فترات الرئاسة المسموح بها مثلما فعل رئيسا رواندا وجمهورية الكونغو المجاورتين العام الماضي.