أرسلت المملكة العربية السعودية أمس الطائرة الثانية من رحلات الجسر الجوي الإغاثي السعودي الذي تم تسييره بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمساعدة متضرري الفيضانات في باكستان إلى مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي الباكستاني. وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان عبدالعزيز بن إبراهيم الغدير أنه تم تسليم شحنة الطائرة التي شملت مواد إغاثية متنوعة إلى المسؤولين الباكستانيين. وأكد السفير الغدير في تصريح إلى «وكالة الأنباء السعودية» أن السفارة السعودية في إسلام آباد والقنصلية العامة السعودية في كراتشي تشرفان على جميع العمليات المساندة للجسر الجوي الإغاثي السعودي المستمر، وعلى عملية توزيع المساعدات وإيصالها إلى المتضررين من الفيضانات في أنحاء مختلفة من باكستان. وكانت بدأت أول من أمس أولى رحلات الجسر الجوي الإغاثي لمساعدة متضرري الفيضانات في باكستان والتخفيف من معاناتهم. وتضمنت شحنة المساعدات التي ستُنقل عبر طائرات القوات الجوية الملكية السعودية موادَّ غذائية وطبية وخياماً وبطانيات. وأشرف على تسيير أولى رحلات الجسر الجوي الإغاثي مساعد قائد قاعدة الرياض الجوية بالنيابة العميد الطيار الركن نهار بن عبدالله آل سعود. من جهتها، ثمّنت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين الدور الإنساني للمملكة، لما يمثله هذا الإسهام الكريم، تقريباً 50 في المئة من إجمالي متطلبات المفوضية الإغاثية المتوقعة لهؤلاء المنكوبين. وتأتي هذه المساعدة الإنسانية العاجلة من حكومة المملكة العربية السعودية إضافة إلى إسهامها الكريم للمفوضية أخيراً البالغ 10.8 مليون دولار والجاري تنفيذه حالياً لمساعدة النازحين الباكستانيين في مناطق الصراع. وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن أنه يقوم حالياً بتوسيع نطاق عملية الإغاثة الطارئة التي ينفذها لمساعدة ضحايا الفيضانات العارمة التي اجتاحت باكستان. وقال البيان الصادر عن المكتب الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي في القاهرة إن برنامج الأغذية العالمي يجري حالياً عمليات تقويم للحاجات الغذائية في المناطق الأربع الأكثر تضرراً في باكستان وهي بيشاور وماردان وتشارسادا وناوشيرا، لافتاً إلى أن الدلائل الأولية تشير إلى أن نحو 1.8 مليون شخص في مختلف أنحاء إقليم «خيبر باختونخوا» في حاجة إلى مساعدات غذائية. وأضاف أن عمليات التقويم الأولية تشير إلى أن نحو 20 ألف أسرة في مناطق أخرى متضررة في البنجاب وبلوشستان أجبروا على النزوح من ديارهم بسبب الفيضانات ويحتاجون إلى المساعدات الغذائية. وأوضح بيان المكتب الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي في القاهرة أن بعض المواد الغذائية في المستودعات التي اجتاحتها الفيضانات في باكستان كانت في طريقها لتزويد عمليات البرنامج الضخمة في أفغانستان لمساعدة نحو 7 ملايين أفغاني من خلال مشاريع الغذاء في مقابل العمل والتدريب والتعليم، إذ تعبر نحو 80 في المئة من المواد الغذائية إلى أفغانستان قادمة من باكستان.