أكد مسؤول كردي أن قوات «البيشمركة» أطبقت الخناق على «داعش» في شرق الموصل وجنوبها الشرقي، بعد سيطرتها على 12 قرية، فيما أعلن وزير الدفاع خالد العبيدي إرسال لواء مدرع من بغداد إلى نينوى، تمهيداً للمعركة «الفاصلة» ضد التنظيم. وتتزامن التطورات الميدانية في محيط الموصل مع محادثات يجريها وفد ديبلوماسي وعسكري أميركي، برئاسة مبعوث الرئيس باراك أوباما لدى «التحالف الدولي» بريت ماكغورك حول مستقبل المدينة بعد التحرير، وسط مخاوف من دخول أطراف محلية بدعم من دول وأطراف إقليمية في الصراع على النفوذ والإدارة واندلاع أعمال انتقامية. وقال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني غياث سورجي ل»الحياة» إن «قوات البيشمركة أنهت هجومها صباح اليوم (أمس) في محوري الخازر – كوير بالسيطرة على ثلاث قرى ليصل عدد القرى المحررة خلال الساعات الماضية إلى 12 قرية». وأضاف أن «قطعات من القوات الكردية وصلت إلى جسر كوير الإستراتيجي، وتمكنت قطعات أخرى من التوغل إلى مسافة نحو 21 كلم في منطقة الخازر، وبات يفصل بينها وبين المدينة الزاب الأعلى الذي يصب في نهر دجلة، وسيتم خلال الأيام المقبلة بناء جسر جديد بدعم من قوات التحالف الدولي لتكتمل نقطة التقاء القوات وفتح جبهة جديدة». وأوضح أن «البيشمركة باتت تبعد نحو 8 كلم عن قضاء الحمدانية في سهل نينوى، لتصبح المسافة الفاصلة عن الموصل من الجهة الجنوبية والشرقية نحو 22 كلم». وشدد على أن «القيادة الكردية أكدت المشاركة في عملية تحرير الموصل، لكن لم تحدد بعد طبيعة مهامها، وهل ستشارك بشكل مباشر في الدخول إلى المدينة أم لا، ولكن نحن في الاتحاد الوطني مع إخواننا في الحزب الديموقراطي، بحكم مستوى نفوذنا العسكري والسياسي، طالبنا بالاكتفاء بتقديم الدعم والإسناد للقوات العراقية وعدم المشاركة في اقتحام المناطق العربية ذات الغالبية السنية تجنباً لنشوب نزعات قومية، والاكتفاء بتحرير ما تبقى من المناطق المدرجة ضمن المادة 140 من الدستور (المتنازع عليها بين أربيل وبغداد)، وهي ناحية تل عزير ومجمع سكني قرب قضاء سنجار، ومناطق سهل نينوى». وزاد أن «هذا الانتصار يحمل أهمية إستراتيجية يتمثل في إبعاد خطورة عمليات القصف التي كان يشنها داعش على قضاء خبات وناحية السفيهية ومركز ناحية كوير، وكذلك قطع الطريق بين الموصل وكركوك الذي يمر عبر كوير، وخط إمداد داعش عبر تقاطع ناحية حمام العليل والسلامية والحمدانية، ما يعني تضييق الخناق على التنظيم». وفي جنوب الموصل، تتقدم القوات العراقية بوتيرة بطيئة، وتمكنت أمس من إحكام سيطرتها على محطة للكهرباء في ناحية القيارة، في مسعى للالتفاف إلى الجهة الغربية في منطقة الدكازل، وفرض طوق على المحاور بغية اقتحامها. من جهة أخرى، قال العبيدي أمس في كلمة أمام مئات من عناصر وضباط اللواء 34 المدرع التابع للفرقة المدرعة التاسعة، شرق بغداد، انه «أصدر قراراً بإرسال اللواء إلى الموصل، وسيكون له دور كبير في المعركة الفاصلة ضد الإرهابيين بعد أن أنهى تدريباته». وأكد قائد «عمليات نينوى» اللواء نجم الجبوري «وصول قوات من الحشد العشائري من بغداد لزجهم في عملية تحرير الموصل بعد انتهاء تحرير ناحية القيارة».