بدأت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في تفعيل دور القطاع الثالث (غير الربحي)، بتمكينه وتوسيع إسهاماته من خلال تقديم الخدمات التنفيذية التي كانت تقدم من طريق الوزارة. ويأتي هذا التوجه تماشياً مع رؤية المملكة 2030 ومستهدفات برنامج التحول الوطني 2020، نحو تطوير منظومة الخدمات الاجتماعية لتكون أكثر كفاءة وتمكيناً وعدالة بتوسيع أثر عمل القطاع غير الربحي. وبحسب المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبا الخيل، فإن الوزارة تعمل على مجموعة مختلفة من المسارات والأنشطة والبرامج والمبادرات الهادفة إلى دعم وتعزيز وتطوير القطاع الثالث في المجال الإنساني والاجتماعي ومجال الرعاية، وتمكينه من تقديم الخدمات التنفيذية وإسنادها إليه، التي كانت تقدم من طريق الوزارة لتقدم من طريق الجمعيات غير الربحية. وكانت البداية نحو هذا التحول الاستراتيجي، بإبرام مذكرة اتفاق شراكة بين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مع جمعية الوداد الخيرية، بتمكينها من تقديم خدمات رعاية الأيتام، إذ تتولى جمعية الوداد الخيرية رعاية الأطفال ذوي الظروف الخاصة ممن لا تتجاوز أعمارهم السنتين، ومن ثم إسناد رعايتهم لأسر حاضنة مناسبة، لتسهم في تنشئتهم النشأة السليمة على مستوى المملكة. وقع الاتفاق وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور مفرج الحقباني بمقر الوزارة أول من أمس في الرياض، فيما مثّل جمعية الوداد الخيرية رئيس مجلس إدارتها المهندس حسين بحري. وأشار أبا الخيل إلى أن الوزارة تسعى إلى شمول جميع المجالات بإسناد خدماتها إلى الجمعيات، وتوسيع أثر عملها، إذ من المنتظر إبرام اتفاق آخر يعنى بتقديم خدمات الزواج، وخدمات رعاية المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة. كما تعمل الوزارة على بناء قدرات القطاع غير الربحي من طريق توفير الدعم المالي الكافي والخدمات، مع مراعاة تطبيق الآليات التي تسهل نمو هذا القطاع كماً ونوعاً، وتضمن اختيار وتعيين الموظفين والمتطوعين المناسبين، وإشراك المجتمع من أجل ضمان تأثير اجتماعي كبير ومستدام، وتوفير البيئة التي تضمن تبادل الأفكار والقيم، والدمج بين رأس المال الخاص والدعم الحكومي والخيري، من أجل تطوير حلول مبتكرة وأكثر فاعلية وكفاءة واستدامة للمشكلات الاجتماعية.إلى ذلك، كشف المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أباالخيل أن عدد المستفيدين من الخدمات الإلكترونية في موقع الوزارة بلغ، منذ بداية العام الجاري 1437ه حتى التاسع من شهر ذي القعدة، نحو 19.1 مليون مستفيد، بمتوسط يومي بلغ 62.9 ألف مستفيد. وأبان المتحدث الرسمي أن البيانات الحديثة للوزارة أظهرت عدد الخدمات التي استفاد منها الأفراد والمنشآت على حد سواء، وذلك بواقع 23 خدمة، موضحاً أن خدمتي «الرخص المجددة» و«معاملات الرخص» استحوذتا على نحو 74 في المئة من إجمالي عدد المستفيدين، وذلك بنحو 40 في المئة و34 في المئة على التوالي. وأشار أباالخيل إلى أن عدد مستخدمي موقع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية والمسجلين به بلغ نحو 3.9 مليون مسجل، بمتوسط يومي 12.8 ألف مسجل، بينما بلغ عدد المنشآت المسجلة في موقع الوزارة خلال الفترة ذاتها أكثر من 1.96 مليون منشأة، في حين أظهرت البيانات أن نحو 383.8 ألف مستفيد (أفراد - شركات) استفادوا من خدمات مكاتب العمل بمتوسط يومي بلغ 1263، بينما توزعت رغبات المستفيدين على 18 خدمة تصدرتها خدمة «فتح ملف منشأة (الخدمات الإلكترونية)» وذلك بواقع 44 في المئة من إجمالي عدد المستفيدين. وحقق موقع الوزارة الإلكتروني في وقت سابق 92.3 في المئة، وفقاً للتقويم الشامل الذي أجراه برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية (يسر)، المتطابق مع المنهجية الشاملة التي يتبعها البرنامج في متابعة توفير الجهات الحكومية لمعلومات وافية عن الخدمات التي تقدمها، وإجراءات الحصول عليها، وإمكان توفر النماذج الإلكترونية اللازمة للحصول على تلك الخدمات، ونشر أنظمتها ولوائحها التنفيذية والإصدارات العامة. كما اهتمت الوزارة بدعم منظومة العمل والتنمية إلكترونياً، وتحويل عدد من خدماتها إلى إلكترونية، وإطلاق حزمة من المشاريع الجديدة. وتسعى الوزارة للتقدم في مسار التحول الإلكتروني، والعمل مع الجهات الحكومية الأخرى على تحقيق السعودية مراكز أكثر تقدماً في تصنيف الأممالمتحدة للجاهزية الحكومية الإلكترونية.