التقى الرئيس الفيليبيني السابق فيدل راموس اليوم (السبت) مسؤولين صينيين في هونغ كونغ، لتحسين العلاقات المتوترة بين مانيلا وبكين بسبب مطالب حدودية لبكين في بحر الصينالجنوبي. وناقش المجتمعون خلال هذا اللقاء غير الرسمي، فكرة اعتماد منظومة لمناقشات موازية من شأنها أن تتيح لهم عزل البحث في المواضيع الخلافية حتى يتمكنوا من مناقشة جميع «المصالح المشتركة» الأخرى للبلدين، مثل الاحتباس الحراري. ووصف راموس الذي كان يرافقه وزير الداخلية الفيليبيني السابق رافايل الونان، هذا التبادل غير الرسمي للأفكار الذي سيمهد لمناقشات رسمية مقبلة، بأنه «مشجع جداً». وقال الونان في تصريح لصحافيين «لدينا مجموعة ستهتم بمعالجة الخلافات عندما سنناقش تطوير علاقاتنا. وهذا سيريحنا من عبء الخلافات». ويواجه البلدان خلافاً حول مطالب حدودية لبكين التي تطالب بكامل بحر الصينالجنوبي تقريباً. ورفعت مانيلا المسألة إلى محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي التي أعلنت في تموز (يوليو) الماضي ان مطالب الصين «لا تستند إلى أي أساس قانوني». وأوضح راموس ان هذه المسألة «لم تُطرح خلال اللقاءات». من جهة ثانية، استأنفت السلطات الفيليبينية اليوم محادثات السلام مع أكبر مجموعة تمرد مسلمة في البلاد لإنهاء عقود من أعمال العنف، في سابقة في عهد الرئيس رودريغو دوتيرتي. ويُتوقع أن يطرح مفاوضو «جبهة مورو الإسلامية للتحرير» ومفاوضو السلطات، الذين يجتمعون في نهاية هذا الأسبوع في ماليزيا، خريطة الطريق التي يقترحها الرئيس دوتيرتي الذي انتُخب في أيار (مايو) الماضي. وقال خيسوس دوريزا مستشار الرئيس للصحافيين في كوالالمبور «اسمحوا لي أن ألفت نظركم إلى أن هذه المناقشات ليست مهمة صعبة». وبدأت «جبهة مورو» التي تأسست في السبعينات ويبلغ عديدها 12 ألفاً، حركة تمرد مسلح في جنوب الفيليبين الذي تسكنه أكثرية مسلمة. وعقدت في العام 2014 اتفاق سلام لم يطبق. وأضاف دوريزا أن هذه المناقشات الجديدة هي «مرحلة أساسية من أجل السلام في مينداناو (جزيرة كبيرة في جنوب الفيليبين)». ودعا زعيم «جبهة مورو» مراد إبراهيم زعيم جبهة متمردة أخرى، هو نور ميسواري الذي يترأس «جبهة مورو للتحرير الوطني»، إلى الانضمام إلى المناقشات، من أجل إنهاء نزاع أسفر عن أكثر من 120 ألف قتيل وإقامة نظام حكم ذاتي في جنوب البلاد. ويضم التمرد الانفصالي المسلم أبرز ثلاث مجموعات في الفيليبين: «جبهة مورو الإسلامية للتحرير» و«جبهة مورو للتحرير الوطني» و«مجموعة أبو سياف الإسلامية» التي أنشئت مطلع التنسعينات والمشهورة بخطف الرهائن. وما لبث "أبو سياف" الذي كان على صلة بتنظيم «القاعدة» في مرحلة أولى، أن أقسم يمين الولاء لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).