واصل عشرات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام تضامناً مع القيادي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» الأسير بلال كايد، واحتجاجاً على اعتقالهم إدارياً وظروف احتجازهم القاسية، فيما فك عشرات من أسرى حركة «حماس» إضراباً بدأوه الخميس الماضي. واعتبر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين عيسى قراقع إن «السجون تحولت إلى ساحة مواجهة واشتباك وانتفاضة ضد الظلم والإهانات والقوانين العنصرية التعسفية». وقال إن «السجون تشهد إضراباً عن الطعام ضد الاعتقال الإداري تضامناً مع الأسرى بلال الكايد وعياد الهريمي ومالك القاضي والشقيقين محمد ومحمود البلبول، فيما تشهد إضرابات ضد سياسة القمع غير المسبوقة التي تقوم بها قوات قمعية معززة تجاه الأسرى من خلال دهم غرفهم وأقسامهم والاعتداء عليهم ونقلهم إلى سجن أهولي كيدار بعد تجريدهم من ملابسهم وتفتيشهم بطريقة مذلة وهم مكبلين، وبعدما صادرت كل أغراضهم الشخصية بما في ذلك الملابس». وأشار إلى أن «قوات القمع دهمت أخيراً سجون نفحة ورامون وعوفر وجلبوع والنقب وايشل ونكلت بالأسرى بطريقة وحشية، ما دفع مئات إلى إعلان الإضراب المفتوح». ورأى أن «الفاشية الإسرائيلية تنشب أظفارها في جسد الأسرى». واعتبر أن «كايد أصبح قنبلة صحية موقوتة، فهو معرض للاستشهاد في أية لحظة بسبب خطورة حاله الصحية بعد إضراب عن الطعام ضد اعتقاله الإداري قبل 56 يوماً»، محذراً من أن «الموقف الإسرائيلي الرسمي يقضي بترك كايد حتى الموت، ويقف وراء ذلك جهاز الاستخبارات بدعم من الحكومة الإسرائيلية». ودعا قراقع خلال وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام في خيمة اعتصام في ساحة المهد في مدينة بيت لحم أمس بدعوة من هيئة الأسرى ونادي الأسير وجمعية الأسرى المحررين، إلى «توفير الحماية الدولية للأسرى، ووضع إسرائيل على قائمة العار وقائمة الدول الفاشية والعنصرية، وتفعيل مقاطعتها وعزلها دولياً بسبب جرائمها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني والأسرى». في المقابل، علق عشرات الأسرى من «حماس» أمس إضراباً عن الطعام بدأوه الخميس الماضي. وقال نادي الأسير الفلسطيني أمس أن أسرى «حماس» توصلوا إلى اتفاق مع إدارة سجون الاحتلال، «وعليه علقوا إضرابهم المفتوح عن الطعام والذي شرعوا به قبل أيام». وأضاف النادي في بيان صحافي أمس أن «الاتفاق شمل وقف التفتيش العاري المهين، وإعادة بعض الأسرى الذين جرى نقلهم أخيراً، وتلبية مجموعة من المطالب الحياتية وتحديداً في سجن نفحة» الصحراوي. وقال الناطق باسم «مركز أسرى فلسطين للدراسات» رياض الأشقر أن «أسرى حماس علقوا إضرابهم بعد اتفاق مع إدارة السجون يقضى بالاستجابة لمعظم مطالبهم الإنسانية العادلة». وأوضح أن «365 أسيراً من حماس كانوا أعلنوا تباعاً الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على عملية القمع الواسعة التي تعرضوا لها خلال الأسبوع الماضي، ونقل أكثر من 300 أسير منهم، والاعتداء على عدد منهم بالضرب، وعزل رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس محمد عرمان في سجن هداريم». وأضاف أن «قادة استخبارات السجون تداعوا إلى لقاء مع قادة الحركة داخل السجون، وتوصل الطرفان إلى اتفاق يقضي بتعليق أسرى حماس إضرابهم مقابل الاستجابة لمعظم مطالبهم التي تمثلت في وقف كل أشكال التفتيش المهين والمذل، ومنها التفتيش العاري، وتحسين شروط حياة الأسرى في سجن نفحة، وذلك بزيادة التهوية وتخفيف الازدحام وغير ذلك». كما اتفق الطرفان على «إنهاء عزل عرمان، وعودته إلى سجن نفحة في مدة أقصاها ثلاثة شهور، وإعادة الأسرى الذين تم نقلهم إلى أماكنهم، والاستجابة لبعض المطالب الحياتية الأخرى مثل السماح بإضافة قناة فضائية أخرى، وإدخال الكتب للأسرى من خلال زيارات الأهالي». ولفت إلى أن «قرار تعليق الإضراب لا يشمل إضراب 120 أسيراً من الجبهة الشعبية، في مقدمهم (أمينها العام) النائب أحمد سعدات، وهم يخوضون إضراباً عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع تضامناً وإسناداً للأسير بلال كايد».