افتتح الرئيس البرازيلي الموقت ميشال تامر أمس (الجمعة)، الألعاب الأولمبية الصيفية التي تستضيفها ريو دي جانيرو حتى ال21 آب (أغسطس)، وسط صفرات الاستهجان احتجاجاً على الوضع السياسي في البلاد. وقال تامر في كلمة تقليدية مقتضبة «أعلن افتتاح الألعاب الأولمبية»، بحضور 45 رئيس دولة وحكومة ونحو 60 الف متفرج ملأوا مدرجات ملعب ماراكانا الأسطوري. وكانت مراسم الافتتاح بسيطة وقليلة التكنولوجيا في انعكاس للأوقات الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البرازيل. وفي دولة تعاني من تفاوت اقتصادي احتفى العرض بثقافة المناطق العشوائية التي تطل على شواطئ ريو الشهيرة وتحيط باستاد ماراكانا الشهير الذي يستضيف الافتتاح. واستخدمت الدولة المضيفة حفل الافتتاح لدعوة ثلاثة بلايين مشاهد للاعتناء بالكوكب والنباتات وإعادة إعمار الأرض الخضراء التي اكتشفها الاوروبيون قبل خمسة قرون. وأشعل عداء الماراثون البرازيلي فاندرلي كورديرو دي ليما، الحاصل على ميدالية برونزية في أثينا العام 2004، المرجل الأولمبي وهو نسخة صغيرة قليلة الانبعاثات مناسبة للفكرة الرئيسة لهذه الألعاب وهي البيئة. وعلى عكس مراسم افتتاح بكين 2008 ولندن 2012، لم يكن أمام البرازيل التي تواجه متاعب مالية الكثير من الخيارات إلا تقديم عرض لا يعتمد على الكثير من التكنولوجيا ويعول بشدة على تقاليد المهرجانات البرازيلية. وفي المراسم التي استمرت لأربع ساعات تقريبا لم يبد أن أي شيء خرج عن مساره. وتناقض الافتتاح المبهج مع أشهر من الاضطرابات والفوضى ليس فقط في تنظيم الألعاب الاولمبية لكن في أرجاء البرازيل كافة التي تواجه أسوأ ركود اقتصادي في عقود وأزمة سياسية عميقة. ولم يلعب تامر، والذي أحاط به عشرات رؤساء الدول والحكومات، دوراً كبيراً في الافتتاح وألقى بكلمات قليلة فقط. وأوقفت الرئيسة ديلما روسيف، والتي كان من المفترض أن تشرف على الأولمبياد، في آيار (مايو) من أجل مواجهة مساءلة قانونية وكتبت على «تويتر» أنها «حزينة لعدم وجودها في الحفل». وأثارت تكلفة استضافة الاولمبياد البالغة 12 بليون دولار غضب كثيرين في بلد يبلغ تعداد سكانه 200 مليون نسمة خصوصاً في ريو حيث يستطيع قليلون فقط رؤية فوائد الحدث الضخم أو حضور المنافسات. وبسبب أكبر عملية أمنية في تاريخ البرازيل، واجه البعض ضمن 50 ألف شخص حضروا الافتتاح انتظاراً استمر لساعتين في طوابير من أجل دخول الاستاد. وبدأ الحفل عن طريق إظهار بداية الحياة نفسها في البرازيل والسكان الذين تشكلوا في الغابات الشاسعة وشيدوا أكواخهم المعروفة باسم «أوكاس». وقبل دخول الآلاف من الرياضيين المنافسين في الألعاب أفسحت الايقاعات المجال لرسالة رصينة حول تغير المناخ والقطع الجائر للاشجار في غابات الأمازون. واختتم الحفل باستعراض مثير لمدارس السامبا في المدينة. وارتدى آلاف العازفين ألوانا مبهجة وقدموا الايقاعات البرازيلية الشهيرة.