فازت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية بحق تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة عام 2016 لتستضيف بذلك أول دورة العاب تقام في قارة أمريكا الجنوبية عبر التاريخ. ومنحت اللجنة الأولمبية الدولية خلال اجتماعاتها اليوم في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن حق التصويت إلى ريو دي جانيرو بعدما تغلبت على العاصمة الأسبانية مدريد في الجولة الثالثة الأخيرة من عملية التصويت. ويأتي تنظيم ريو دي جانيرو لأولمبياد 2016 بعد عامين فقط من تنظيم كأس العالم 2014 لكرة القدم في البرازيل. وحضر 103 من إجمالي 106 أعضاء في اللجنة الأولمبية الدولية حفل التصويت بكوبنهاجن ولكن التصويت في الجولة الثالثة الأخيرة كان من حق 99 عضوا فقط. وقال البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية "منحت دورة الألعاب الأولمبية رقم 31 إلى ريو دي جانيرو" لتندلع موجة من الاحتفال والتهنئة الجماعية بين أعضاء الوفد البرازيلي بقيادة الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا. وانهمرت الدموع من عيني أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه وباقي أعضاء الوفد بعدما حققت ريو دي جانيرو هذا الفوز التاريخي. ومن المقرر أن يوقع مسئولو ملف ريو دي جانيرو في وقت لاحق اليوم على عقد استضافة الدورة مع مسئولي اللجنة الأولمبية الدولية. وينتظر أن يستمتع نجوم الألعاب الأولمبية من جميع أنحاء العالم بخوض فعاليات الدورة على استاد "ماراكانا" الشهير في ريو دي جانيرو وكذلك على شاطئ "كوباكابانيا" ذي الشهرة العالمية في الوقت الذي تقدمت فيه البرازيل خطوة أخرى كبيرة على طريقها نحو الوقوف على قدم المساواة مع الأمم الكبيرة في العالم. وقال الألماني توماس باخ نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية "كان (منح التنظيم لريو دي جانيرو) أمرا رائعا لصالح عالمية الأولمبياد". ورفضت اللجنة الأولمبية الدولية في الماضي جميع طلبات مدن أمريكا الجنوبية لاستضافة الأولمبياد وكان منها أربعة طلبات مقدمة من ريو دي جانيرو نفسها حيث اعتبرت اللجنة في الماضي أن قارة أمريكا الجنوبية ليست مهيأة أو مستعدة لاستضافة الأولمبياد الذي يشارك فيه نحو عشرة آلاف رياضي ورياضية بالإضافة لعشرات الآلاف من المسئولين والإعلاميين. ولكن وفد التقييم التابع للجنة الأولمبية الدولية أكد في تقريره أن ريو دي جانيرو قادرة على تنظيم دورة ألعاب متميزة بعد عامين من استضافة البرازيل لنهائيات كأس العالم 2014 لكرة القدم. وسحب العرض النهائي المتحمس لملف ريو دي جانيرو البساط من تحت قدمي العرض النهائي لملف شيكاغو رغم مشاركة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقرينته ميشيل أوباما في العرض النهائي لملف شيكاغو. ونجح ملف ريو دي جانيرو في دفع اللجنة الأولمبية الدولية بقوة نحو اتخاذ قرارها بمنح حق تنظيم الأولمبياد إلى قارة أمريكا الجنوبية للمرة الأولى في التاريخ. وقال الرئيس البرازيلي لولا خلال العرض النهائي "ريو مستعدة ، امنحونا هذه الفرصة ولن تندموا عليها" كما عرض وفد المدينة البرازيلية مجددا أمام اللجنة الأولمبية الدولية في اجتماعاتها اليوم خريطة أولمبية توضح عدم إقامة الأولمبياد من قبل في كل من أمريكا الجنوبية وأفريقيا. وأضاف لولا "أعتقد بصراحة أنه وقت ريو... سيكون ذلك رسالة قوية بأن الأولمبياد لجميع القارات وللبشرية جميعا". وقدم وفد ريو دي جانيرو عرضا قويا ومؤثرا على مدار 45 دقيقة بعد عرض شيكاغو الذي اعتمد بشكل كبير على أوباما وقرينته وعرض ملف العاصمة اليابانية طوكيو المتحمس والذي اعتمد على تأثير فتاة في الخامسة عشر من عمرها. وناشد وفد ريو دي جانيرو أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية منح حق التنظيم لمدينتهم من أجل ترك تراث كبير للجيل القادم في هذا البلد الذي يتقدم بسرعة للوقوف على قدم المساواة مع القوى الاقتصادية الكبيرة في العالم. وقال كارلوس آرثر نوزمان رئيس اللجنة الأولمبية البرازيلية "البرازيل مستعدة وريو جاهزة بالتأكيد لاستضافة الأولمبياد". وقال إدواردو باييس رئيس المجلس المحلي للمدينة إن استضافة البرازيل لكأس العالم 2014 لكرة القدم لا يمثل عائقا ولكن "سيكون هدفنا هو استغلال كأس العالم من أجل استضافة أعظم دورة ألعاب في 2016 ". وردا على بعض شكوك اللجنة الأولمبية الدولية بشأن قدرة ريو دي جانيرو على تحمل تبعات هذه الدورة ، قال لولا "البرازيل تعلمت كيف توفي بالتزاماتها.. نريد أن نظهر للعالم كل يوم أن البرازيل قررت تحويل نفسها إلى أمة متقدمة". وتستضيف ريو دي جانيرو فعاليات الأولمبياد في الفترة من الخامس على 21 آب/أغسطس 2016 . وتحتاج عملية تجهيز البنية الأساسية لبطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم وأولمبياد 2016 إلى ميزانية ضخمة تبلغ نحو 14 مليار دولار بخلاف 82ر2 مليار دولار رصدتها ريو دي جانيرو كميزانية لفعاليات الأولمبياد نفسه. ويمثل النقل والإقامة والأمن تحديثات هائلة لريو دي جانيرو علما بأن فعاليات الدورة الأولمبية ستقام في 33 موقعا منها 18 موقعا موجودة بالفعل. وينتظر أن يرتفع الدخل الذي ستحصل عليه ريو دي جانيرو نظير بث فعاليات الدورة مباشرة في الولاياتالمتحدة لاتفاق البلدين بنسبة كبيرة في التوقيت.