بنغالور (الهند) - أ ف ب – يعوّل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون على الهند، البلد الآسيوي الأول الذي اختار زيارته بعد توليه السلطة، لاستقطاب مزيد من الاستثمارات إلى بلاده مستهدفاً الخروج من ظروف اقتصادية فرضتها أزمة المال العالمية. ودعا أمس الى تعزيز الاستثمارات والمبادلات التجارية لإيجاد وظائف وإنعاش الاقتصاد في بريطانيا. وأكد رئيس الوزراء البريطاني، الذي حظيت زيارته بتغطية إعلامية واسعة، في خطاب ألقاه في مركز الصناعة التكنولوجية العالية في بنغالور (جنوب)، رغبته في أن «تؤدي علاقاتنا الى ازدياد النمو الاقتصادي وانخفاض أرقام البطالة»، معتبراً أنها «مهمة للتجارة»، لكن «أرغب في أن تكون مهمة للوظيفة». ويعكس حجم الوفد، الذي يرأسه كامرون وعضويته من الوزراء ورجال الأعمال، الأهمية التي توليها لندن للزيارة التي تستمر يومين الى مركز الامبراطورية البريطانية السابقة. وكان كامرون أعلن عزمه على «إعادة رسم السياسة الخارجية البريطانية والتركيز مجدداً على الجوانب التجارية». وزار كامرون مقر «اينفوسيس» ثاني اكبر مجموعة هندية للمعلوماتية للتصدير، ومجموعة «هندوستان آرونوتيكس» للصناعات الجوية. ووقع عقداً بقيمة 779 مليون دولار، يتعلق ب 57 طائرة قتالية جديدة للتدريب من طراز «هوك» من المجموعة الأولى في العالم لصناعات الأسلحة والدفاع «بي ايه اي سيستمز». ويقضي العقد بتسليم المواد والخدمات اللازمة لصنع 57 طائرة بامتياز للهند، مخصصة لسلاح الجو (40 طائرة) والبحرية (17 طائرة)، وفق بيان للمجموعة. ووقع العقد في بنغالور المدير العام ل «بي ايه اي سيستمز» غي غريفيث في حضور كامرون. وكانت الهند طلبت من المجموعة ذاتها 66 طائرة «هوك» في 2004. ورحّب كامرون بالاستثمارات التي وظفتها أخيراً في بريطانيا، مجموعات بإدارة هندية مثل «تاتا» وشركة «ارسيلورميتال» للصناعات المعدنية. لكن دعا إلى «تحرير اسواق الهند الداخلية»، مطالباً ب «خفض الحواجز امام الاستثمارات الخارجية في قطاعات المصارف والتأمين والدفاع وحصاد الأرباح منها». واعتبر أن «اتفاقاً عالمياً جديداً للتبادل الحر سيكون حيوياً». ويعكس اختيار كامرون الهند البلد الأول في آسيا لزيارته بعد توليه السلطة في أيار (مايو) الماضي، التأثير المتزايد لهذا البلد في منطقته وقدرته على منافسة خصمه الاقتصادي الصين لاستقبال استثمارات أجنبية. واعتبر وزير الخزانة البريطاني جورج اوسبورن، في تصريح إلى صحيفة «صنداي تلغراف»، أن الوفد هو «الأهم الذي يزور الهند في الأزمنة الحديثة». وتُعدّ الهند في مجموعة الدول الناشئة، التي تضم ايضاً البرازيل وروسيا والهند والصين، إحدى اكبر الاسواق غير المستثمرة في شكل كافٍ والاكثر قدرة على التكيّف الثقافي لشراكات مع مجموعات بريطانية. ويُفترض ان يبلغ النمو الاقتصادي للهند 8.5 في المئة عام 2010 - 2011. وبلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين 11.5 بليون جنيه (17.7 بليون دولار) العام الماضي. ورأى أستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة جواهر لال نهرو في نيودليهي آر جي جاين، أن «زيارة كامرون إشارة واضحة الى مغازلة بريطانيا الهند». وأوضح أن بريطانيا «تريد جذب الاستثمارات الهندية الكبيرة»، معتبراً أن الانكليز «يكافحون ازمة مالية عميقة، والاستفادة من استثمارات اجنبية مباشرة من افضل الوسائل للخروج منها».