هل تحب ميكي ماوس؟ هل تعجبك قوّته البدنية الهائلة؟ لا بأس. ماذا لو أنه عاش بين ظهرانينا فعلياً، هل كنت لتحبه بالطريقة نفسها؟ تخيّل أن الفئران المزعجة لم يعد لها ذلك الجسم الصغير، الذي يجعلها فريسة سهلة نسبياً للقطط المجتهدة وعُمال الصحة، وأنها استبدلته بجسم أكبر، أكبر من أي فأر أو جرذ شهدته على الإطلاق. تخيّل مدننا وقد باتت ملعباً لأسراب من الفئران الضخمة الحجم، التي لا تقدر عليها القطط ولا المصايد, بل وربما البشر! لا يدور الحديث عن فأر بوزن نصف كيلوغرام مثلاً، ولا حتى كليوغرام. حرّك مخيّلتك قليلاً. يقترح علماء "منظمة البحوث العلمية في الكومنولث" أن عليك ان تتصوّر فأراً يصل حجمه الى ستة كيلوغرامات. ويضيف هؤلاء العلماء أن المسألة لا تتعلق بالخيال، بل بالاكتشافات العلمية. فقد اكتشفت بعثة من هؤلاء العلماء تُنقّب في كهوف تيمور الشرقية (في الأرخبيل الأندونيسي)، متحجرة عظمية لأضخم فأر في التاريخ. وقدّروا أن وزنه يقارب ستة كيلوغرامات. واكتشفت البعثة عينها 13 نوعاً من القوارض في تلك الكهوف، بينها 11 نوعاً لم يكن العلماء يعرفون عنها شيئاً. واللافت أن فئران هذه الأنواع المكتشفة، يزيد وزنها على الكيلوغرام. ويبدو أن فئران العصور القديمة كانت كبيرة الحجم تماماً. واللافت ان هذه الفئران العملاقة، لم تنقرض قبل أحقاب مديدة! إذ تبيّن للبعثة عينها أن أضخم فأر في التاريخ، إنقرض قبل ألف سنة، وهي مدّة غير كبيرة في علوم الآثار والوراثة. ودلّت بحوث البعثة عينها إلى إندلاع حرب ضارية بين أهالي تيمور الشرقية الذين قطنوها منذ أربعين ألف سنة، وبين الفئران العملاقة. وترجح البعثة ان تلك الحرب الضروس استمرت طويلاً، بل أنها لم تضع أوزارها إلا قبل ألف سنة! ومع إمكان انتقال جينات من تلك الفئران الى الأنواع التي تعيش حاضراً، يبرز سؤال أيضاً عن إمكان أن تعود تلك الجينات الى وضع السيطرة ضمن التركيب الوراثي للفئران. وحينها، ستعود تلك الحرب الى الأرخبيل الأندونيسي، بل ربما انتقلت منه الى أماكن اخرى! للمزيد من المعلومات، من المستطاع الرجوع الى موقع "منظمة البحوث العلمية في الكومنولث" csiro.au .