طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقد اجتماع طارئ اليوم لمجلس الأمن القومي والحكومة، من أجل اتخاذ قرارات مهمة لم يُكشف عنها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة. وعلمت «الحياة» أن بين هذه القرارات، تعديل قوانين من أجل إعلان حال طوارئ من دون تسميتها، وذلك من خلال توسيع نفوذ الشرطة وأجهزة الأمن وتمديد مدد التوقيف على ذمة التحقيق، إضافة إلى قوانين تُفعَّل في شكل موقت. كما تشمل تعديل قانون العمل، من أجل تنفيذ سياسات جديدة تمنع توظيف أنصار الداعية المعارض فتح الله غولن الذي يتهمه أردوغان بتدبير الانقلاب الفاشل، ومنع كل من يطرد من الوظائف الحكومية، من العودة إليها بقرار من المحكمة الإدارية. وتراجع رئيس الوزراء بن علي يلدرم عن تصريحات مخففة أدلى بها، في شأن إعادة عقوبة الإعدام، بعد ضغط من أردوغان الذي أعلن استعداده لأن يوقّع فوراً أي تعديل دستوري في هذا الصدد. وكان يلدرم أشار إلى مراعاة مطالب الشعب في هذا الشأن، مستبعداً اتخاذ خطوات فورية. لكنه استعجل لاحقاً طرح هذه المسألة على البرلمان. واعتبرت مصادر سياسية معارضة أن أردوغان يعمل على مناورة سياسية تكسبه نقاطاً مجدداً، من خلال موضوع عقوبة الإعدام، إذ يدرك أن حزبَي «الشعب الجمهوري» و «الشعوب الديموقراطي» المعارضين يرفضان الأمر، ما يعني أن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم لن ينجح في تأمين العدد اللازم من الأصوات في البرلمان، لتعديل الدستور وإعادة حكم الإعدام. لكن تعهد حزب «الحركة القومية» دعم الأمر قد يؤمّن 330 صوتاً في البرلمان تتيح طرح الأمر على استفتاء شعبي، وهذا ما قد يوجد فرصة لطرح أمور أخرى في الاستفتاء، بينها تحويل النظام رئاسياً. وبذلك يحمّل أردوغان المعارضة مسؤولية عرقلة إعادة عقوبة الإعدام، ويؤّمن فرصة جديدة لاستفتاء الشعب لكي يُظهر أنه يقف الى جانبه، لا مع المعارضة. وشنّت المعارضة حملة إعلامية تنتقد أردوغان، مذكّرة بأنه ضغط لتوظيف آلاف من جماعة غولن في القضاء وأجهزة الأمن، ولترقية أنصارها في الجيش، على رغم تحذير المعارضة مراراً. إلى ذلك، أثارت إفادة القائد السابق لسلاح الجوّ الجنرال أكن أوزترك، المُتهم بالتخطيط للانقلاب الفاشل، تساؤلات كثيرة بعدما نفى علاقته بالمحاولة، مؤكداً أنه تلقّى اتصالاً من رئيس الأركان الجنرال خلوصي أكار لمساعدته في وقف الانقلاب قبل بدئه. وأضاف أنه نجح الى حد بعيد في إفشاله، من خلال اتصالات أجراها من مكتب أكار وفي حضوره، وطلب شهادته في هذا الصدد. وكان لافتاً أن وسائل إعلام مقربة من أردوغان أوردت أن رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان علِم بخطة الانقلاب، مستدركة أنه لم يحذّر الرئيس. وأصدر الجهاز بياناً أكد فيه تلقّيه معلومات في شأن الانقلاب، ظهر الجمعة الماضي، مشيراً إلى أنه نبّه رئيس الأركان الساعة الرابعة عصراً، وأردوغان الساعة السادسة مساءً، ووضع خطة لإفشال الانقلاب طُبِّقت بنجاح. وكانت معلومات أفادت بأن أردوغان كان يعتزم التخلّص من فيدان بعد عزل «أستاذه» أحمد داود أوغلو من رئاسة الحكومة وتصفية جميع المقربين منه، لكن بعضهم يتكهّن الآن بأن فيدان قد يستعيد ثقة الرئيس بعد دوره في إفشال الانقلاب.