دخلت حملة الانتخابات الرئاسية في الجزائر، أسبوعها الأخير من دون أن تتمكن من جذب اهتمام جماهيري عريض، رغم أعمال العنف التي شابت تجمعات شعبية لبعض المرشحين، بخاصة تلك التي نظمها ممثلو الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في عدد من الولايات. لكن مظاهر الشغب التي رافقت تجمعات حملة الرئيس المرشح، لم تؤثر على مزاج حاملي مشروع «الولاية الرابعة»، إذ روّج فاعلون في حملة بوتفليقة لاحتمال ظهور الأخير شخصياً في تجمع شعبي في العاصمة في اليوم الأخير من الحملة في 13 نيسان (أبريل) الجاري. ومن المفترض أن يشارك بوتفليقة في التجمع الشعبي إلى جانب هيئته الانتخابية بجميع أفرادها، وفي مقدمهم مدير حملته عبد المالك سلال وأحمد أويحيى وعبدالعزيز بلخادم وعمارة بن يونس وعمار سعداني وعمار غول. وبات واضحاً انحصار السباق الرئاسي بين بوتفليقة ومنافسه علي بن فليس، نظراً للحضور الشعبي الكبير في التجمعات التي يعقدانها مقارنةً بالمنافسين الخمسة الآخرين، الأمر الذي دفع المرشح علي فوزي رباعين مرات عدة إلى إلغاء تجمعاته وتحويلها إلى مؤتمرات صحافية أحياناً بسبب غياب الحضور الشعبي. ويُحتمل أن يؤدي هذا السيناريو إلى الذهاب لدورة ثانية من الاقتراع الرئاسي، الأمر الذي لم يحدث سابقاً في تاريخ الانتخابات الجزائرية. وأعلن المرشح موسى تواتي أن احتمالات الدورة الثانية كبيرة جداً، مشيراً إلى أنه سيدعم بن فليس في حال تأهل بوتفليقة للدور الثاني. في المقابل، يتفاءل أنصار بوتفليقة بالفوز من الدورة الأولى، إذ توقع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم عمار سعداني أن يفوز بوتفليقة بسهولة بأكثر من 60 في المئة من الأصوات. من جهة أخرى، تعهدت المرشحة الرئاسية، رئيس حزب العمال (يسار) لويزة حنون أمس، ب «وضع حد لتجاوزات بعض الشركاء الأجانب»، بينما شدد سلال على «ضرورة تطوير الأمازيغية حتى تلعب دورها الحضاري في الداخل والخارج». أما بن فليس فوجه نداء لأفراد الجيش الجزائري مطالباً إياهم بأن يحتكموا لضميرهم يوم الانتخاب. وخاض كل من تواتي ورباعين وعبدالعزيز بلعيد في ملفات الزراعة والصناعة وانتقدوا حصيلة الرئيس المنتهية ولايته في هذه المجالات. وفي سياق متصل، نفت حركة «بركات» مسؤوليتها عن الاعتداء الذي تعرض له مرافقو سلال السبت الماضي في ولاية بجاية، معتبرةً أن اتهامها من جانب «مديرية حملة بوتفليقة الانتخابية بالتورط في هذا الاعتداء اتهاماً باطلاً». وذكّرت «بركات» في بيان أصدرته أمس، ب «الطابع السلمي لنشاطها». وأكدت بأنها «لسيت طرفاً لا في حالة الجمود ولا في حالة الفوضى التي عرفتها البلد». ودعت المواطنين لضبط النفس والحرص على العمل بكل الطرق السلمية من أجل التغيير. في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات العرقية بين العرب والميزابيين (أمازيغ) في ولاية غرداية (600 كلم جنوب العاصمة) منذ مساء أول من أمس، وسقط أكثر من 20 جريحاً بينهم 4 من عناصر الأمن إثر هجوم عصابات من حي الكرطي الذي يبعد حوالى 4 كلم عن وسط المدينة غرداية، على عدد من المنازل والاعتداء على أصحابها بالأسلحة البيضاء، فضلاً عن تحطيم وتكسير زجاج عدد من السيارات والحافلات التي كانت متجهة إلى وسط المدينة على طريق شعبة التلي وطريق بلغنم.