شكّلت عودة كل من أحمد أويحي وعبد العزيز بلخادم، إلى مناصب سيادية في الرئاسة الجزائرية أول من أمس، مؤشراً إلى توصل أجنحة السلطة إلى وفاق واسع للمرحلة المقبلة، يتجاوز حسابات انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في 17 نيسان (أبريل) المقبل. وجاء إعلان عودة الرجلين إلى الحكم متزامناً مع كشف المجلس الدستوري عن هوية المرشحين الرسميين الستة، الذين سيبدأون حملتهم الانتخابية في 23 الجاري. وهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (77 سنة) الذي يخوض رابع انتخابات رئاسية منذ استلامه السلطة في عام 1999 ورئيس الحكومة السابق علي بن فليس، وزعيمة حزب العمال لويزة حنون والمرشحين السابقين للرئاسة علي فوزي رباعين وموسى تواتي، إضافة إلى عبد العزيز بلعيد ابن ولاية باتنة، الذي يرى مراقبون أن جناح بوتفليقة دعمه ترشحه لتشتيت أصوات بن فليس في شرق الجزائر. وصرح القيادي في جبهة العدالة والتنمية (حزب إسلامي مقاطع للرئاسيات) لخضر بن خلاف إلى «الحياة» بأن هذه التعيينات تكشف عن 4 مسائل هي: «أولاً أن السلطة حسمت نتائج الانتخابات لصالح مرشح السلطة، وثانياً حسمت أمر تعديل الدستور، وثالثاً حسمت أمر نائب الرئيس المقبل أو نائبيه، والمسألة الرابعة هي أن السلطة حسمت موضوع هوية الرئيس القادم والفعلي ما بعد الانتخابات الرئاسية». ويُحسب كل من أويحي وبلخادم على جناحين مختلفين في السلطة، فالأول يُعتبر من «صقور» جهاز الاستخبارات على رغم نفيه الدائم لهذا التصنيف، أما بلخادم فهو رجل ثقة لدى بوتفليقة والوحيد الذي «يطمئن» إليه المحيطون بالرئيس الحالي. وقال وزير الاتصال والثقافة السابق عبد العزيز رحابي ل «للحياة» في تفسيره لتعيين الرجلين الذين قادا التحالف الرئاسي لسنوات: «أعتقد أن هذه الخطوة هي رسالة قوية للطبقة السياسية بأن الأمور أكثر من محسومة، وربما المستهدف بالرسالة أساساً هم الذين ما زالوا مترددين في تأييد الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة». من جهة أخرى (أ ف ب) نقلت وكالة الانباء الجزائرية عن مصدر أمني أن الجيش الجزائري قتل أمس «سبعة إرهابيين» بينهم أجانب تسللوا من الحدود التونسية في منطقة الماء الابيض التابعة لولاية تبسة (650 كلم شرق العاصمة). وأوضحت أن «مجموعة ارهابية غير محددة العدد تضم أجانب تسللت إلى التراب الجزائري على متن سيارة رباعية الدفع... وحاصرها حرس الحدود الجزائري بدعم من قوات الجيش بعد أن فرت نحو جبل بوجلال فاندلع اشتباك بين الطرفين». وضبط الجيش أسلحة وذخيرة في السيارة التي تركتها بقية المجموعة، بحسب المصدر. على صعيد آخر، تواصلت أعمال العنف بين العرب والميزابيين في غرداية (600 كلم جنوب العاصمة) أمس، إذ تجددت الاشتباكات قبل صلاة الجمعة، استُعمل فيها السلاح الأبيض وحرق الإطارات في شارع السوق وعين اللوبوا. وأُحرقت 6 محال تجارية وأُضرمت النيران في بيوت أشخاص من الطرفين. وأُغلقت كل الطرق المؤدية إلى غرداية مساء أول من أمس، بعد أن امتدت المناوشات إلى مناطق مليكة وبني يزقن وحاج مسعود وبونورة.