سجلت مطاعم ومطابخ مدينة الرياض ارتفاعاً في أسعارها، في الوقت الذي أكملت فيه جاهزيتها لاستقبال الطلبات وإنجاز الولائم لسكان العاصمة في عيد الفطر المبارك، وشهدت هذه المطابخ تنافساً في ما بينها لكسب أكبر عدد من الزبائن، الذين انهالوا عليها في شكل كبير، سواء بالحضور أم بالحجز عبر الهاتف، إذ دعمت محالها بعدد وافر من العمال، وجلبت أعداداً كبيرة من الذبائح تحسباً لأي ضغط في الطلبات، واشترطت بعض المطابخ شراء الذبيحة بالمبلغ الذي يضعه من دون أي تفاوض، إذ إن رفضك الشراء يعني عدم قبول طلبك في تجهيز وليمة العيد لديهم، لعلمهم بأنك لا تملك أي خيار سوى الموافقة على شرطهم، ويراوح سعر الوليمة الواحدة بين 1500 و1700 ريال للذبيحة، ومع دخول عيد الفطر المبارك بدأت المطابخ استعداداتها لتجهيز طلبات الولائم (الذبائح) للزبائن، الذين أكدوا حجوزهم منذ اليوم الأول من شهر رمضان المبارك. وتزدهر أعمال المطابخ في العيد، من خلال إعداد ذبائح الولائم للمواطنين، لمناسبة العيد، إذ تلبي المطابخ طلبات الزبائن التي تتشارك بين «المفطح» و«البرياني»، اللذين يعتبران النوعية المفضلة لدى المواطنين، بالنسبة إلى طريقة إعداد الوليمة، والأكثر طلباً، كما تقوم المطابخ بشكل خاص بالاهتمام بطريقة إعداد الطعام مع بداية شهر رمضان، وبخاصة أن معظم المواطنين يبحثون عن المطابخ التي تمتاز وتشتهر بإعدادها الولائم بطريقة تمتاز بالجودة والسرعة في الأداء، ولاسيما مع الإقبال الذي تشهده المطابخ من المواطنين في العيد. وأكد أصحاب المطابخ أن الإقبال على إعداد الولائم من المواطنين هذا الموسم ازداد بنسبة متوسطة عن الأعياد الماضية، وأشاروا في حديثهم إلى «الحياة» إلى أن الأسعار بالنسبة لإعداد الوليمة لم تتغير إلا زيادة بسيطة في مبلغ الطبخ، وهي بين 300 و500 ريال. مبينين أن معظم المطابخ تواجه زحاماً كبيراً من الزبائن، وبخاصة في ال10 الأواخر من رمضان، إذ يضطر بعض أصحاب المطابخ إلى الاعتذار عن استقبال الطلبات الجديدة في هذا الوقت لكثرتها، لأن الجميع يحرص على إعداد ولائم العيد، وبخاصة أن المناسبة لها ارتباط بعادات وتقاليد الذين يحرصون على تجهيز الولائم لليوم الأول من العيد بشكل خاص، مثلما يحرص البعض على إقامتها في اليوم الثاني أو الثالث من العيد، ما يستوجب على المطابخ الإعداد الكافي لتجهيز هذا الكم الهائل من الولائم، لتحوز على رضا الزبائن. وأضاف أصحاب المطابخ أن معظم الطلبات أخذت من الزبائن مع بداية شهر رمضان، وذلك لإعداد الولائم بصورة طيبة كما يريدها الزبون، إضافة إلى أن بعض المطابخ لا تستطيع تسلم طلبات كثيرة، وذلك لعدم قدرتها على تحمل ضغط العمل بسبب انشغالها بإعداد الطلبات للشهر الكريم، وكذلك الزبائن لهم حضور، سواء قبل الفطور أم بعده، وكلها عوامل تتطلب إمكانات بشرية لا تملكها جميع المطابخ، لذلك تتسلم المطابخ طلبات توازي قدرتها على إنجاز مهماتها في الوقت المناسب وبالجودة المطلوبة. من جانبه، قال غازي عبدالله (مدير أحد المطابخ شرق الرياض) في حديث إلى «الحياة»: إن استعداداتهم لهذا العام، بالنسبة إلى تجهيز الولائم لليوم الأول من العيد، بدأت منذ شهر رمضان المبارك، وبخاصة مع الإقبال الكبير الذي تشهده معظم المطابخ خلال هذا التوقيت، وذلك لإعداد ذبائح وليمة اليوم الأول من عيد الفطر، وأضاف أن معظم الزبائن يدركون هذه المناسبة، ولذا تجدهم يحجزون طلباتهم قبل حلول العيد بفترة مناسبة، وبخاصة أن معظم المطابخ تكون مشغولة مع الشهر الكريم، من خلال إعداد طلبات الإفطار بالنسبة إلى مشاريع «إفطار صائم»، أو للزبائن الذين يتواصلون باستمرار خلال الشهر الكريم مع المطابخ لحجز أعداد الولائم، ولكن بصورة أقل من موسم الأعياد، مشيراً إلى أن إعداد الولائم بالكميات الكبيرة تتطلب التوازن نحو تقسيم العمل بشكل متساوٍ بالنسبة إلى الطريقة المناسبة لطبخ الوليمة، وبخاصة أن معظم الزبائن ينتظر جودة الطعام، ما يجعل صاحب المطبخ يعطي اهتمامه لكمية الطلبات التي يجب أن يأخذها لإعداد الولائم بالصورة المطلوبة، لافتاً إلى أن الجودة دائماً هي العنصر المطلوب من الزبائن، على رغم صعوبة التركيز بعض الوقت، وبخاصة لدى ارتباطها بعملية التوزان، إذ إن الأسعار لم تختلف إلا شيئاً بسيطاً، إذ إن سعر الطبخ يبلغ 350 ريالاً، وأما سعر إعداد وليمة يتكفل بها المطبخ في إعدادها كاملة، فهي تختلف بحسب نوعية الخروف، مشيراً إلى أن 80 في المئة من الزبائن يفضلون وليمة المفطح، على رغم أن معظم المطابخ تعد أنواعاً عدة من الطبخ الخليجي، إلا أن هذه الأنواع الأكثر طلباً لدى معظم الزبائن. بدوره، أكد المواطن مشعل العتيبي أنه حجز ذبيحة العيد خلال شهر رمضان المبارك، ليقدمها وجبة غداء لأقربائه في اليوم الأول من عيد الفطر، وأكد العتيبي أنه دفع 450 ريالاً قيمة طبخ ذبيحته لدى المطبخ، مشيراً إلى أنه اتجه إلى هذا المطبخ المميز في طبخ الذبائح لسمعته الجيدة بعد استشارة أحد أصدقائه في أفضل المطابخ في طهي الذبائح. يذكر أن أمانة مدينه الرياض شددت في جولات المراقبين الميدانية على مطابخ الرياض، بهدف تطبيق اشتراطات السلامة الغذائية للمواطنين، وتطبيق العقوبات ضد المطابخ المخالفة.