في الوقت الذي اشتكى فيه عدد من أهالي مدينة الرياض (خصوصاً شمالها وجنوبها) من تكرار انقطاع المياه عن منازلهم منذ أسابيع، خرجت شركة المياه الوطنية ببيان أمس تؤكد فيه تحسن مستوى خدماتها، وانخفاض الانقطاعات، وتحقيق إنجازات غير مسبوقة. وذكر مواطنون ومقيمون ل«الحياة» أنهم اضطروا إلى شراء المياه بسبب الانقطاعات المتكررة، في حين لجأ البعض إلى المساجد والمطاعم لقضاء حوائجهم. وقال أحمد السليم من سكان حي المغرزات (شمال الرياض): «أعاني منذ أربعة أشهر من انقطاعات متكررة في المياه ما كبدني خسائر كبيرة، لأنني اضطر إلى جلب صهريج مياه كل ثلاثة أيام»، مشيراً إلى أن قسم الصيانة في شركة المياه الوطنية كان يعد دائماً بحل المشكلة قريباً، لكنه لم يفعل شيئاً طوال هذه الفترة، ما جعله يرسل برقية عاجلة إلى وزير المياه والكهرباء عله يجد حلاً لمشكلته. وأكد عبدالله الحسن من سكان حي الورود أنه عانى على مدى 6 أسابيع من انقطاع المياه بشكل تام عن منزله، وتكبد خسائر في بداية الأمر لأنه كان يدفع ثمن المياه التي يأتي بها الصهريج، ثم تكفلت شركة المياه الوطنية بالأمر بعد اكتشاف عطل تتحمله الشركة. أما صالح الرويس من سكان حي النزهة، فأشار إلى أنه طلب خلال هذا الشهر خمسة صهاريج مياه لتعبئة خزان المنزل بسبب انقطاع الماء منذ شهر تقريباً، لافتاً إلى أن بعض سكان الحي يلجأون إلى براد المسجد لتعبئة المياه لعدم قدرتهم على شراء الماء بشكل مستمر. وأكد سعد حماد من سكان حي الدارالبيضاء (جنوبالرياض)، أن انقطاع المياه المتكرر ولأيام عدة، يجبره وبعض جيرانه على الذهاب إلى المساجد والمطاعم القريبة لقضاء حوائجهم. ونقلت «الحياة» شكاوى مواطنين من الانقطاعات المتكررة إلى مسؤولين في شركة المياه الوطنية منذ أيام عدة، لكنهم لم يتجاوبوا معها، وبدلاً من ذلك أصدرت الشركة بياناً أمس تحدثت فيه عن تحسن مستويات الضخ وانخفاض نسبة الطلب على الصهاريج بمعدل 50 في المئة. وذكر مدير وحدة أعمال مدينة الرياض المكلف في الشركة المهندس عبدالله الشايع، أن كميات المياه التي يتم ضخها في شبكة مدينة الرياض تتم وفقاً للمعدلات الطبيعية، مؤكداً أن ما تحقق من تحسينات في مجالات زيادة الكفاءة التشغيلية وتحقيق كفاءة أعلى في أعمال الصيانة أدى إلى تحسن مستوى الخدمات المقدمة لعملاء الشركة في مدينة الرياض. وقال الشايع: «كميات المياه في مدينة الرياض زادت بمعدل 190 ألف متر مكعب يومياً، وذلك بالتنسيق مع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة من أجل رفع كميات المياه المحلاة والواردة لمدينة الرياض، إضافة إلى كميات المياه التي يتم ضخها يومياً من الآبار الجوفية الحالية والجديدة، بحيث يصبح إجمالي الضخ حالياً 1.8 مليون متر مكعب في اليوم بدلاً من 1.65 مليون، مما يجعلها معدلات ضخ قياسية لم يتم الوصول لها خلال الأعوام الماضية». وأضاف أن الشركة نفذت خطة عمل مبكرة لمواكبة الطلب المتزايد خلال فصل الصيف ما أسهم بشكل فعال في انخفاض معدل بلاغات العملاء في أحياء مدينة الرياض، مشيراً إلى أن أهم ملامح تلك الخطة استثمار 22 بئراً مائية جديدة لدعم المصادر المائية في العاصمة الرياض، وتعزيز الاحتياط المائي ومواجهة الطلب المتنامي على المياه، وخفض متوسط أيام توقف الضخ لأحياء مدينة الرياض، إضافة إلى تطبيق خطة مبرمجة لصيانة محطات المياه ومحطات تقوية الضخ، وتحسين شبكة المياه، وكشف وإصلاح التسربات، ورفع كفاءة تشغيل محطات التعبئة (الاشياب)، وتحسين القدرة على توزيع المياه في جميع أنحاء المدينة، والتحكم في الضغوط من خلال تركيب صمامات منظمات الضغط. ولفت الشايع إلى أن محطات التعبئة في مدينة الرياض تشهد مرحلة تطور كبيرة من خلال تطبيق عدد من الأنظمة التي تسهم في تلبية حاجات العملاء، مؤكداً انخفاض الطلب على صهاريج المياه بنسبة 50 في المئة على مستوى محطات التعبئة في مدينة الرياض، ما يعكس تحسن الوضع التشغيلي في الشبكة وانخفاض الطلب على المياه على حد قوله.