أكدت طهران لحكومة كردستان أنها لن تكون مصدر تهديد للإقليم، مع الاحتفاظ بحقها في الرد على أي هجوم يستهدف أمنه، فيما أكد ديبلوماسي كردي أن طهران اعتذرت عن التهديدات التي أطلقها قيادي في «الحرس الثوري». وفي أول رد فعل لواشنطن على التهديدات الإيرانية، قال الناطق باسم وزارة الدفاع جون كيربي، خلال مؤتمر صحافي أمس «لا تتوافر لدينا معلومات عن قصف إيران مناطق حدود الإقليم، ولكن لن نهمل أبداً أي تهديد إيراني لكردستان»، وزاد أن «ما يثار عن منح واشنطنطهران حرية التحرك في المنطقة غير صحيح بالمطلق». وكان نائب قائد قوات «الحرس الثوري» سردار سلامي هدد الحكومة الكردية الأسبوع الماضي «باستهداف قواعد المتمردين في أراضي الإقليم في حال عدم التزامها منع أنشطتهم المعادية». وجاء في بيان لدائرة العلاقات الخارجية في حكومة كردستان أن رئيسها فلاح مصطفى «اجتمع مع قنصلي إيران في مدينتي اربيل والسليمانية، وأعرب عن القلق حيال تصريحات سلامي». وأشار إلى أن «اربيل شكلت لجنة مشتركة للخروج بحل، إيماناً بمنطق السلام والحلول الديبلوماسية وفق القوانين الدولية، لكن بعد يومين من اجتماع حكومة الإقليم وممثلية الجمهورية الإسلامية أطلق سلامي تهديداته والتي ندينها بشدة، ولا تخدم العلاقات». وأردف أن «الإقليم لا يرغب أو يسمح باستخدام أراضيه لضرب مصالح وأمن دول الجوار». في المقابل أكد نائب القنصل الإيراني، على ما جاء في البيان، أن «بلاده لن تكون مبعث تهديد للإقليم الذي نعتبره صديقاً، وتصريحات سلامي لا تستهدف الإقليم، بل نؤكد أن إيران ستهاجم أي نقطة تشكل تهديداً لأمنها ومصالحها، وهذا حقها الطبيعي». وكان الحزب «الديموقراطي» الكردي الإيراني المعارض والمقرب من نظيره «الديموقراطي»، بزعامة مسعود بارزاني، استأنف نشاطه المسلح ضد الجيش الإيراني الذي رد بقصف مواقعه في شمال شرقي إربيل للمرة الأولى منذ عام 1993، حين الاتفاق مع السلطات الكردية على السماح له بممارسة النشاط السياسي فقط مقابل عدم شن هجمات انطلاقاً من أراضي الإقليم. من جهة أخرى، نقل موقع حزب «بارزاني» عن مسؤول العلاقات مع طهران عبدالله آكريي قوله إن «قنصلي طهران في الإقليم قدما خلال الاجتماع اعتذاراً رسمياً عن تصريحات سلامي، وأكد أن التهديد لا يستهدف الإقليم وشعبه، كما لا يعبر عن موقف الحكومة في طهران»، وأضاف أن «الطرفين شددا على أهمية انتظار صدور نتائج اللجنة الثنائية لحل الأزمة». وعلى صعيد التطورات الميدانية، كشفت وسائل إعلام كردية دخول قوات من «الحرس الثوري الإيراني» إلى داخل حدود الإقليم، شرق السليمانية. وقال مدير ناحية نالباريز التابعة لقضاء بنجوين هيمن ابراهيم إن «حشوداً من عناصر الحرس تنتشر على الحدود ودخلت أراضي الإقليم بطول نصف كيلو متر، وشيدت مقار عسكرية».