طالبت حكومة إقليم كردستان تركيا وإيران بوقف قصف القرى الحدودية، وأكدت رفضها شن المسلحين الأكراد هجمات على البلدين، انطلاقاً من أراضي الإقليم، فيما هدد الحرس الثوري الحكومة باستهداف قواعد المتمردين في شمال العراق إذا لم توقف النشاطات المعادية لإيران. وقصف الحرس الثوري خلال اليومين الماضيين قرى حدودية في شمال شرقي اربيل، في أعقاب هجمات شنها مسلحو الحزب «الديموقراطي الكردستاني» المقرب من نظيره «الديموقراطي»، بزعامة مسعود بارزاني، على مواقع للجيش الإيراني، بالتزامن مع قصف جوي يشنه الجيش التركي منذ أشهر على مواقع حزب «العمال الكردستاني» في جبال قنديل. وجاء في بيان لحكومة الإقليم ان «المناطق الحدودية تعرضت أخيراً لعمليات قصف من الحكومتين الإيرانية والتركية، وأسفرت عن إصابة عدد من المدنيين، ونزوح سكان القرى، وإلحاق خسائر مادية بالممتلكات». وأضاف «إذ نعبر عن قلقنا إزاء التطورات، ندعو الحكومتين الإيرانية والتركية إلى الوقف الفوري لعمليات القصف، ونؤكد أن سياستنا مع دول الجوار ثابتة في الالتزام بالصداقة وحسن الجوار والقوانين الدولية، كما نؤكد امتعاضنا من اتخاذ أراضي الإقليم من القوى المعارضة للدولتين منطلقاً للهجمات المسلحة، ونطالبها باحترام أمن واستقرار الإقليم، والالتزام باتفاقات الإقليم مع الدولتين الجارتين». وكان الحزب «الديموقراطي» الكردي الإيراني المعارض علق نشاطه المسلح منذ عام 1993، بعد اتفاق مع سلطات إقليم كردستان التي سمحت له بممارسة العمل السياسي، مقابل عدم استخدام أراضي الإقليم منطلقاً لنشاطه المسلح ضد طهران. من جهة أخرى، نقل الموقع الرسمي ل «الحرس الثوري الإيراني» عن قائد القوات البرية في الحرس العميد محمد باكبور قوله إن «القواعد الخلفية للإرهابيين الذين جرت الاشتباكات معهم تقع في شمال العراق وسنقوم باستهدافها في أي مكان في حال عدم التزام الطرف الآخر (في إشارة إلى حكومة كردستان) تعهداته في منع تحركات الإرهابيين». وبث الموقع الرسمي للحزب «الديموقراطي» الإيراني مقطع فيديو يؤكد فيه «استمرار المواجهات المسلحة مع الحرس الثوري في المناطق الكردية الإيرانية»، كما أعلن في بيان عن حصيلة المواجهات التي اندلعت منتصف الشهر الجاري وأكد «قتل 15 عنصراً من الحرس في منطقة مريوان، واستشهاد ثلاثة من مقاتلي الحزب». من جهة أخرى أعلن الأمين العام ل «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» علي قرداغي في بيان أنه «بدأ جهوداً في محاولة لتحريك عملية السلام بين حزب العمال وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا»، وزاد إن «ذلك يأتي انطلاقاً من شعورنا بالمسؤولية لوقف إراقة الدماء في كردستان الشمالية (المناطق الكردية في تركيا)، وعودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات».