منحت اللجنة القانونية في برلمان إقليم كردستان للكتل السياسية وقتاً إضافياً للتوصل إلى «توافق وطني»، قبل رفع تقريرها النهائي لتعديل قانون الرئاسة، فيما تتوسط طهران بين مختلف الأطراف لحل الأزمة، إذ دعا السفير الإيراني في بغداد حسن دانائي فر الجميع إلى تحقيق هذا «التوافق»، وأكد أن «استقرار الإقليم له أهمية بالغة لدى طهران». وعلمت «الحياة» أن الجمهورية الإسلامية مع التمديد لمسعود بارزاني. وكانت اللجنة أعدت الاثنين الماضي التقرير النهائي لمشروع تعديل قانون الرئاسة، وسط مقاطعة أعضاء كتل «الديموقراطي» والأقليات، وقررت لاحقاً التريث في توقيعه، قبل رفعه إلى رئاسة البرلمان بغية منح الأطراف السياسية فرصة إضافية للتوصل إلى اتفاق. وقال كوران آزاد، مقرر اللجنة عن كتلة حزب جلال طالباني: «تم الانتهاء من إعداد التقرير، لكننا ارتأينا تمديد المهلة ومنح مزيد من الوقت للأطراف بهدف التوصل إلى اتفاق»، وأضاف: «سواء حصل ذلك أو لا، فإن التقرير في النهاية سيرسل إلى البرلمان، حينذاك يمكن للأطراف أن تقرر ما يناسبها». ويطالب الحزب «الديموقراطي» بتمديد ولاية زعيمه الرئيس مسعود بارزاني سنتين إضافيتين، فيما تتمسك غالبية القوى الرئيسية المشاركة في الحكومة بمطالبها في تغيير نظام الحكم إلى برلماني، بعد تقليص صلاحيات الرئيس عبر مشروع تعديل قانون الرئاسة. وقال الناطق باسم «الاتحاد الوطني» عماد أحمد، في أعقاب اجتماع للمكتب السياسي أمس إنه «لم يعقد أي اتفاق لتمديد ولاية بارزاني، ونحن مصرون على تحقيق توافق وطني كي نشرك جميع الأطراف في المسؤولية، ومتمسكون بموقفنا السابق، أي اعتماد نظام برلماني وتحديد صلاحيات الرئيس»، نافياً «ما أشيع عن التوصل إلى اتفاق لتمديد ولاية بارزاني»، وذلك في رد على إعلان النائب عن كتلة «الاتحاد الإسلامي» أبو بكر كارواني توصل الأطراف إلى اتفاق. وتأتي هذه التطورات في وقت أجرى السفير الإيراني لدى العراق حسن دانائي فر محادثات مع قيادات في القوى الكردية، وأفادت تقارير صحافية أن طهران تجري وساطة في الإقليم لحل أزمة الرئاسة. والتقى السفير، يرافقه قنصل بلاده في أربيل مرتضاي عبادي نائب رئيس «الاتحاد الوطني» برهم صالح، وأجريا محادثات مع زعيم «الاتحاد الإسلامي» محمد فرج الذي يقود «غرفة عمليات» لتقريب وجهات النظر، وجاء في بيان للأخير قوله خلال اللقاء إن «موقفنا من أزمة الرئاسة، يكمن في تبني حوار هادئ وتحقيق توافق، ونحن مع النظام البرلماني»، فيما أكد المسؤولان الإيرانيان «أهمية الإقليم للمنطقة، ولإيران في شكل خاص، وعلى الأطراف التعاون والتفاهم للتوصل إلى حل يرضي الجميع». وكشف مدير العلاقات بين الإقليم وإيران عبدالله أكريي أن «وفداً دبلوماسياً إيرانياً وصل إلى اربيل الثلثاء، وعقد اجتماعاً في مبنى القنصلية الإيرانية بحضور مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم وزير البيشمركة»، مشيراً إلى أن «الوفد سيجتمع مع الرئيس بارزاني». وتزامن هذا التحرك مع تقرير نشرته شبكة «روداو» الإخبارية المقربة من رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني أفاد أن «قائد الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني زار الإقليم أخيراً، وعقد اجتماعات مع قادة الأحزاب بمن فيهم بارزاني، أبلغ قادة حزب طالباني وحركة التغيير، أن موقف طهران مع التمديد لبارزاني، والوقت غير مناسب لجر الإقليم إلى مزيد من الأزمات، ويجب توحيد الجهود لمواجهة داعش».