يتوقع أن يزور وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أربيل للبحث في الهجمات على الحدود، فيما تستمر المعارك العنيفة في جبال قنديل بين الجيش الإيراني وقوات حزب «الحياة الحرة» (PJAK) الكردي المعارض وسط تضارب في حجم الخسائر بين الطرفين، وقد انضم إليه حزب «العمال الكردستاني». وأعلن المدير العام المشرف على العلاقات بين اربيل وطهران عبد الله أكريي في تصريحات صحافية إن «صالحي أبدى خلال لقائه وفداً زار إيران أخيراً برئاسة نيجرفان بارزاني رغبته في زيارة الإقليم وقد اتصل بوزارة الخارجية العراقية»، لترتيب الزيارة. ونقلت وكالة «كردستان» للأنباء عن الناطق باسم «حزب الحياة الحرة» المعارض لطهران شيرزاد كامانكر قوله إن «76 عنصراً من الحرس الثوري الإيراني وقواتٍ موالية له قتلوا، خلال اشتباكات عنيفة مع مسلحي الحزب خلال اليومين الماضيين»، لافتاً إلى أن المعارك وقعت «في بمنطقة بشدر في محافظة السليمانية». في هذه الأثناء، أعلنت قيادة الفوج الخامس التابعة لوزارة البيشمركة في حكومة اربيل إن المدفعية الإيرانية «قصفت قرية سوني التابعة لقضاء بشدر التي نزح عنها السكان هرباً من القصف، في حين سقطت قذيفة في مقر تابع للبيشمركة من دون وقوع إصابات». وفي السياق ذاته، نقلت وكالة «مهر» للأنباء الإيرانية عن نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى إسماعيل كوثري قوله إن «قادة إقليم كردستان طلبوا منا مهلة زمنية للتحدث مع زمرة بيجاك للخروج من المناطق الحدودية ولكن المهلة انتهت، وبدأنا بمطاردة الإرهابيين في مرحلة ثانية من العمليات»، متهماً حزب «بيجاك» بتلقي «الدعم والإسناد من القوات الأميركية»، وزاد «إذا لم يعد عناصر الحزب إلى داخل إقليم كردستان بسرعة سنشن هجمات سريعة مدمرة لقواعده». وأضاف أن «العمليات تسير بشكل جيد جداً وتم القضاء على عدد من المتمردين الجمعة الماضي». ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن القائد في حرس الثورة حميد أحمدي، أن الحرس «نفذ عمليات أسفرت عن مقتل وإصابة 30 عنصراً من أعضاء بيجاك». من جهة أخرى، قصفت الطائرات الحربية التركية مناطق، خنيرة، ولولان، وخواكورك، وبعض المناطق الأخرى في ناحية سيدكان التابعة لقضاء سوران في محافظة اربيل. وقال المحلل السياسي كفاح محمود ل «الحياة» إن «الضغط العسكري التركي والإيراني سيعزز توحيد الحركات الكردية المعارضة للدولتين، وسيجعلها أقرب من الناحتين اللوجستية والفنية»، وتابع أن «التصعيد الأخير ينذر بتعقيد الموقف الذي لن يكون لصالح معظم الأطراف بما فيها الإقليم، وأعتقد أن الأميركيين لم يكونوا جديين في هذا الموقف الذي ربما سيتطور إلى خرق عسكري اكثر خطورة، وأي خرق للحدود العراقية سيطعن بصدقية واشنطن لمسؤوليتها عن السيادة العراقية». وكان حزب «العمال الكردستاني» أعلن انضمامه إلى حزب «الحياة الحرة» في مواجهة التصعيد العسكري الإيراني. في هذا الوقت شهدت مدينة السليمانية تظاهرة للمطالبة بإعلان إقليم كردستان «دولة» وممارسة الضغوط على المجتمع الدولي للحصول على التأييد والدعم. ونظمت التظاهرة حركتا «تيار الاستقلال» و»استقلال كردستان»، رفعت خلالها الأعلام الكردية وشعارات تطالب بدولة «كردستان الكبرى» في المناطق التي تقطنها الغالبية الكردية في العراق وتركيا وإيران وسوريا.