وقعت «الهيئة العامة للسياحة والآثار»، مع إحدى المؤسسات الوطنية، أمس، عقد تنفيذ مشروع «ترميم وتهيئة مركز الحرف والصناعات اليدوية في تاروت» في محافظة القطيف، بمبلغ 120 ألف ريال. ويعد تنفيذ «المشروع» جزءاً من الإستراتيجية الوطنية لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية، التي أعدتها «الهيئة» بمشاركة الجهات ذات العلاقة. وستعمل «المؤسسة» على إعادة تهيئة دكاكين قديمة، مجاورة لقلعة تاروت التاريخية، لتكون مركزاً دائماً للحرف والصناعات اليدوية في محافظة القطيف. ويتوقع أن يحتضن المشروع حرف «صناعة السفن، والنجارة، والحدادة، والندافة، والصفارة، وصناعة الأسل والخوص، والسدو، وحياكة النسيج، والفخار، وأدوات الطرب الشعبي». ويهدف «المشروع» إلى «إيجاد مركز، يضم الحرفيين المزاولين لحرفهم، في صورة دائمة، وبديلاً عن تشتتهم في أماكن متفرقة، ما يسهم في تشجيع الحرفي على الاستمرار في العمل، وإتاحة الفرصة لتسويق منتجاته على الزائرين والسياح، ما يزيد من دخل الحرفي ويضمن له مجالاً أوسع في التعريف بمنتجاته». ووقع نائب الرئيس للآثار والمتاحف المشرف على تنمية وتطوير الحرف والصناعات الدكتور علي الغبان العقد، وذكر أن «جزيرة تاروت تعتبر موقعاً حضارياً مهماً»، مشيراً إلى «توجيه رئيس الهيئة للاهتمام بالجزيرة، ووضع أول دراسة ومشروع لتطوير معالمها التاريخية والتراثية، وبناء عليها أصبحت المواقع الأثرية في الجزيرة نقاط جذب سياحي، تستقطب السياح من الداخل والخارج». وذكر أن من «أبرز المواقع الدكاكين القديمة والبيوت الأثرية في الديرة». وسيخرج «المشروع» في حال اكتماله الحرفيين من حال انتظار المهرجانات التراثية، سواء التي تقام في المحافظة، أو خارجها مثل «مهرجان الجنادرية». كما سيجد الحرفيون الذين يستغلون سوق الخميس الشعبية في عرض منتجاتهم، فرصة لعرضها في شكل دائم، وبخاصة أن الموقع المقترح يعد أحد المناطق الجاذبة سياحياً، إلا أن القائمين على المشروع لم يتطرقوا إلى الحرفيات، اللاتي يتخصصن في صناعة «السلال من سعف النخيل»، وعادة ما يتخذن من سوق الخميس مكاناً لبيع منتجاتهن. وبحث وفد من «الهيئة» في وقت سابق، تطوير «قلعة تاروت» والمنطقة المحيطة بها، التي تشمل «عين العودة الأثرية» و»السوق الشعبية» و»بعض المنازل القديمة في منطقة الديرة». واطلع الوفد على المنطقة المحيطة بالقلعة، وناقش سبل تطويرها وإعادة تأهيلها، وإجراء عمليات تطوير لها بما يتناسب مع خطط الهيئة التنموية والسياحية. وألمح الغبان إلى الاستفادة من «متحف المنطقة الشرقية، الذي سيقام على مساحة عشرة آلاف متر مربع في الواجهة البحرية في مدينة الدمام، لعرض آثار المنطقة في شكل عام فيه». وتسعى «الهيئة» بالتعاون مع المجلس البلدي في محافظة القطيف إلى استعادة آثار البلدة القديمة في جزيرة تاروت، عبر جمع المقتنيات الأثرية من الأشخاص والجمعيات والجهات الحكومية، وتوثيق تاريخ المنطقة بالصور والخرائط والمخططات والمسوحات الميدانية. وطرح المجلس البلدي مشروعاً لإنشاء «متحف وبانوراما» على مساحة 2900 متر مربع، بالقرب من «القلعة» إضافة إلى «إعادة بناء القلعة الأثرية وحمامها الشهير». واقترح المجلس استغلال مواقع استثمارية، تبلغ مساحتها نحو ألفي متر مربع، في إقامة مطاعم وأسواق تحوي مشغولات شعبية، ويمكن استغلال الأرض المحيطة بالقلعة في عمل مواقف تخدم المشروع، كما يحوي المخطط المقترح «بركة مائية في مساحة 656 متراً مربعاً».