نيو اورليانز، هيوستن - رويترز - تستعد شركة النفط البريطانية «بي بي» لتركيب غطاء احتواء جديد على بئر «ماكوندو» ، آملة بأن ينجح للمرة الأولى خلال 12 اسبوعاً في وقف التسرّب النفطي من بئر في قاع خليج المكسيك. وعانت الشركة من انتكاسات عدة في مسعاها لوقف التسرب النفطي الذي بدأ قبل 85 يوماً، وشكل أسوأ بقعة نفطية في تاريخ الولاياتالمتحدة. وحذرت من ان «نجاح نظامها الجديد لاحتواء البقعة النفطية ليس مضموناً». وأزالت الشركة غطاء من فوق البئر، وركّبت غطاء احتواء وزنه 40 طناً على البئر الواقعة على عمق 1.6 كيلومتر تحت المياه، وهو غطاء أكبر وأكثر احكاماً من الغطاء الأول يمكنه احتواء ما يصل إلى 80 ألف برميل من النفط الخام يومياً، بدلاً من 25 ألف برميل يومياً كان يحتويها الغطاء القديم. وارتفع سهم «بي بي» نحو ثمانية في المئة في نيويورك اول من أمس، بعد اسابيع من التراجع نتيجة ارتفاع تكاليف عمليات التطهير والأضرار التي لحقت باقتصاد الولايات الأميركية المطلة على ساحل خليج المكسيك، مع التطورات الموعودة لاحتواء البقعة في خليج المكسيك، ومع تردد أنباء عن مفاوضات تجريها شركة «اباتشي» الأميركية للطاقة وشركات أخرى لشراء أصول من «بي بي» قيمتها عشرة بلايين دولار. وأعلنت الشركة ان كلفة التسرّب ارتفعت إلى نحو 3.5 بليون دولار، وأنها دفعت مطالبات تعويض يتجاوز عددها 52 ألفاً، بلغت قيمتها الإجمالية نحو 165 مليون دولار. وأوضحت ان عدد المطالبات التي قدمت بلغ نحو 105 آلاف. وتزامن التقدم المنتظر في جهود احتواء البقعة النفطية مع تعديل ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قراراً سابقاً بحظر التنقيب في المياه العميقة. لكن منتقدين قالوا ان القرار الجديد ليس الا اعادة صياغة للحظر السابق الذي أبطلته المحاكم. ولفت مسؤولون في صناعة التنقيب ومحللون الى ان خطر نشوب معركة قضائية كان له تأثير سيّء على الصناعة النفطية ويهدد بفقد عشرات الآلاف من الوظائف. واجتمعت امس لليوم الثاني، اللجنة المستقلة التي كلفها أوباما ببحث التسرّب النفطي في نيو اورليانز. وأعلنت «بي بي» عن نقطة تحول محتملة في الأزمة، مع بدء اللجنة المكونة من سبعة اعضاء تحقيقها في أسباب التسرّب النفطي وآثاره. ويستمر تدفّق النفط الخام في البحر في الوقت الراهن، لكن «بي بي» تعتزم اختبار الغطاء الجديد والضغط الداخلي في البئر لإغلاق صمامات الغطاء لوقف التسرب. وإذا نجحت المحاولة، فستكون هذه المرة الأولى يتوقف فيها التسرّب من البئر، ولو موقتاً، منذ الانفجار الذي وقع في 20 نيسان (أبريل) الماضي في الحفار «ديبووتر هورايزون» في حادث ادى الى مقتل 11 عاملاً.