تراجعت أسعار النفط للجلسة الخامسة على التوالي أمس الأربعاء في أطول موجة خسائر لها منذ شباط (فبراير) متأثرة بتنامي المخاوف من احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وزيادة مفاجئة في مخزونات الولاياتالمتحدة، وسط مخاوف عن اشتداد المنافسة على الحصة السوقية في سوق الطاقة العالمي مع ارتفاع الصادرات النفطية الروسية إلى أوروبا وتركيا 15 في المئة، وزيادة الإنتاج الإيراني. وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي ارتفاع مخزونات الخام في الولاياتالمتحدة 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم العاشر من حزيران (يونيو) إلى 536.7 مليون، بينما كانت توقعات المحللين لانخفاض قدره 2.3 مليون برميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام «برنت» 64 سنتاً إلى 49.19 دولار للبرميل، في حين نزل الخام الأميركي 52 سنتاً إلى 47.97 دولار. وقال إيغور سيتشن، الرئيس التنفيذي لشركة «روسنفت»، كبرى شركات إنتاج النفط الروسية وأهم الرؤساء التنفيذيين في قطاع الطاقة، في مقابلة، إنه يتوقع أن يشتد الصراع على الحصة السوقية في سوق الطاقة العالمية. وفي المقابلة التي أجرتها معه صحيفة «إل سولي 24» ونشرت أمس الأربعاء، تساءل سيتشن عن الأساس المنطقي لتخطيط روسيا لبيع 20 في المئة تقريباً من أسهم «روسنفت» في إطار مخطط خصخصة أوسع نطاقاً، وقال إن «سعر سهم الشركة لا يتناسب مع عواملها الأساسية». ونقلت الصحيفة عن سيتشن قوله إن «التحدي الرئيس لقطاع الطاقة الروسي هو الزيادة الحادة في المنافسة في أسواق الطاقة العالمية»، متوقعاً «منافسة شرسة للحفاظ على الحصة في الأسواق التقليدية ولزيادة الحصة في أسواق الطاقة الجديدة». والعام الماضي قال سيتشن إن السعودية بدأت في إمداد بولندا الشيوعية سابقاً بالنفط بأسعار «بالغة التدني» في حين قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن دخول السعودية أسواق أوروبا الشرقية يعد «المنافسة الأشد». وفي تعليقات في شأن خطط الدولة لبيع نحو 20 في المئة من «روسنفت» قال سيتشن إنه في ظل تأثير انخفاض أسعار النفط والعقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية على سعر سهم الشركة فهناك حاجة للتفكير في خيارات أوسع نطاقاً، مضيفاً أنه «من الحكمة التفكير في خيارات مختلفة تشمل دعوة مستثمر استراتيجي في ظل الأوضاع الصعبة الراهنة»، من دون استبعاد احتمال مشاركة شركة «إيني» الإيطالية في مشروعات منبع في روسيا. وأعلنت شركة الغاز الروسية العملاقة «غازبروم» أمس الأربعاء أن صادراتها من الغاز إلى أوروبا وتركيا زادت 15 في المئة منذ مطلع العام أي ما يعادل 10.2 بليون متر مكعب. ولفتت الشركة إلى أن الصادرات تزيد إلى إيطاليا التي حلت محل تركيا كثاني أكبر مشتر للغاز الروسي، في حين ظلت ألمانيا في صدارة مستهلكي الغاز القادم من روسيا. وقفزت واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام الإيراني نحو 130 في المئة في أيار (مايو) عن مستواها قبل عام لتواصل ارتفاعها بعد رفع العقوبات عن طهران في كانون الثاني (يناير)، والتي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وأظهرت بيانات جمركية أن سول اشترت 1.26 مليون طن من النفط الخام الإيراني في الشهر الماضي أو ما يعادل 297 ألفاً و625 برميلاً يومياً، مقارنة مع 541 ألفاً و510 آلاف طن استوردتها في الشهر ذاته من العام الماضي.