تواصلت أمس معارك الكرّ والفرّ، والقصف المدفعي والصاروخي المتبادل بين القوات الموالية للحكومة اليمنية وميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، في جبهات تعز ولحج والضالع ومأرب والجوف والبيضاء وحجة، على رغم الهدنة المعلنة بين الفريقين منذ العاشر من نيسان (أبريل) الماضي. في غضون ذلك، أكد وفد جماعة الحوثيين وحزب علي صالح في مشاورات الكويت، أن أي حل لا يشمل الاتفاق على «سلطة توافقية»، بما في ذلك التوافق على الرئاسة وحكومة وحدة وطنية لن يمثل حلاً مقبولاً. ويُعتقد بأن هذا الموقف ينسف التفاؤل الأممي بالتوصل إلى اتفاق قريب بين وفد الانقلابيين والوفد الحكومي اليمني، ويعيد مسار المفاوضات إلى المربع الأول. وقال وفد الحوثيين وحزب علي صالح في بيان مشترك وزّعته أمس، المصادر الرسمية للجماعة إن «المشاورات الجارية ما زالت تبحث عن حلول سياسية شاملة وتوافقية، تلبّي تطلعات الشعب وتحفظ كرامة الوطن ووحدته وسيادته». وشدد البيان على أن «أي حل لا يشمل وقفاً شاملاً ودائماً للعمليات العسكرية للتحالف وفك الحصار الشامل، والتوافق على المؤسسة الرئاسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتشكيل لجنة عسكرية وأمنية، لن يمثل حلاً مقبولاً للشعب اليمني... ولن يكون مستنداً إلى مرجعيات العملية السياسية الانتقالية». ويرفض وفد الحكومة اليمنية أي خوض في الحديث عن العملية السياسية والتوافق الحكومي، قبل تنفيذ الحوثيين وحزب علي صالح قرار مجلس الأمن الرقم 2216 القاضي بسحب الميليشيات من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة، واستعادة مؤسسات الدولة وإطلاق الأسرى والمعتقلين. وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تحدّث عن وجود أرضية واسعة توصل إليها ماراثون المشاورات اليمنية المستمر في الكويت منذ أكثر من 50 يوماً، لكنه أشار إلى أن الإشكالية تتمثّل في الخلاف على الأولويات، وترتيب تزامن خطوات للحل. ويعتقد مراقبون بوجود ضغوط دولية وإقليمية على طرفي المفاوضات لتقديم تنازلات، من أجل التوصل إلى صيغة حل في غضون أيام. وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي استدعى أول من أمس وزير خارجيته عبدالملك المخلافي وهو رئيس الوفد الحكومي المفاوض، للحضور إلى الرياض. وقال القيادي السابق في جماعة الحوثيين علي البخيتي الموجود في الكويت إن «هناك تسوية، سيطرحها قريباً اسماعيل ولد الشيخ، بعد تشاوره مع السفراء والتحالف». ميدانياً، أفادت مصادر المقاومة الشعبية والجيش اليمني بأن أربعة من مسلحي جماعة الحوثيين قُتلوا أمس، وأصيب قائد ميداني في مواجهات مع المقاومة في مديرية «ذي ناعم» في محافظة البيضاء. وفي محافظة الجوف، أكدت مصادر المقاومة أن القوات الحكومية صدّت هجمات للحوثيين وقوات علي صالح في مديرية المصلوب، وشنت هجوماً معاكساً فسيطرت على موقع حنتف الاستراتيجي قرب منطقة ملاحا شمال منطقة المصلوب.