تدخل أمس أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، لإنقاذ المفاوضات اليمنية التي تستضيفها بلاده من الانهيار بعد تعليق وفد الحكومة اليمنية مشاركته في جلسات المشاورات واشتراطه الحصول على إقرار خطي من وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح يلتزمون فيه بمرجعيات المشاورات وبشرعية الحكومة والرئيس عبدربه منصور هادي. في غضون ذلك، أكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر في مؤتمر صحافي عقده في مقر إقامته بالرياض، أن انسحاب الحوثيين من مؤسسات الدولة مطلب غير قابل للنقاش إلا في ترتيباته الأمنية، وطالبهم بتسليم سلاحهم. وكشفت مصادر دبلوماسية أن الشيخ صباح الأحمد التقى مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قبل أن يستقبل أعضاء الوفدين، وأفادت بأنه طالب الفريقين المتفاوضين بالبقاء في الكويت وضمان الوصول إلى نتائج إيجابية، كما حضهم على استكمال المشاورات لتحقيق السلام المنشود الذي يحفظ لليمن أمنه واستقراره وسلامة أبنائه. وكان الوفد الحكومي علق أول من أمس مشاركته في المشاورات التي بدأت قبل نحو شهر، وأكد وزير الخارجية اليمني ورئيس الوفد عبدالملك المخلافي، أن فريقه لن يعود الى المفاوضات المباشرة إلا بعد تسلمه إقراراً مكتوباً من الانقلابيين يلتزمون فيه بخمس نقاط هي: المرجعيات الثلاث، التي تشمل المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي، وبالأخص القرار 2216، والالتزام بأجندة «بيل» السويسرية، إضافة إلى النقاط الخمس التي وضعتها الأممالمتحدة كمحاور أساسية في مشاورات الكويت. وأكد رئيس الحكومة اليمنية أن اليمن أمام خيارين تاريخيين لا ثالث لهما، فإما أن تبقى الوحدة في صيغتها الاتحادية وننتصر لأنفسنا وإرادتنا المشتركة ونسمو فوق الجراح، وإما أن نترك بلادنا وشعبنا في حال من الضياع والفوضى والتشرذم. وقال بن دغر إن من يريد حكومة وحدة وطنية قبل أن يضع السلاح إنما يريد استرقاق هذا الشعب واختطاف إرادته والعودة به إلى عصور الجهل والتخلف والعبودية. وأعرب عن امتنان بلاده لدول الخليج على دعمها المستمر وتوفير الأجواء المناسبة للحوار وتهيئة فرص السلام، التي كانت سبباً في منع الانقلابيين من تحقيق مآربهم ووقف التدخلات الإقليمية في اليمن التي تسعى لتمزيقه وتدمير وحدته. وفي أول تعليق للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ على انسحاب الوفد الحكومي من المشاورات المباشرة قال: لقد واجهتنا اليوم تحديات هامة ولكن هذا أمر متوقع خلال مشاورات بهذه الأهمية وفي هذه الأوقات الحرجة. وأضاف: أنا واثق من أننا –بحسن نية الأطراف– سنحافظ على الأرضية الصلبة التي تسمح بالتوصل إلى حل سلمي شامل للنزاع في اليمن. وأؤكد التزام الأطراف كافة بقرار مجلس الأمن 2216 ومسألة الشرعية في اليمن، مشيراً إلى وجود «تساؤلات متزايدة حول الضمانات»، وقال: «نحن نعمل على التعامل معها. وأؤكد مرة أخرى على ضرورة معالجة كل الإشكاليات على طاولة الحوار». ميدانياً، تصاعدت خروق وقف إطلاق النار في تعز ومأرب ونهم والجوف. وقالت مصادر المقاومة والجيش الوطني إن قواتهما المشتركة صدت هجومين لميليشيا الحوثيين وقوات صالح في مديريتي المتون والمصلوب في محافظة الجوف، وأفادت بمقتل قائد عمليات محور الجوف العقيد حمود جراد أثناء صد هجوم الميليشيا شرق مديرية المتون، مقابل سقوط ستة من القادة الميدانيين من جماعة الحوثي وقوات صالح. وأضافت أنها أفشلت محاولة الانقلابيين في السيطرة على جبل «حام» كما أفشلت محاولتهم في مديرية المصلوب، وردت على هجماتهم في مناطق الغيل والعقبة وجبال صبرين في مديرية «خب والشعف». وفي تعز، أفادت مصادر المقاومة والجيش الوطني بأنها خاضت مواجهات عنيفة مع ميليشيا الحوثيين وقوات صالح غرب المدينة أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقعها في «الكرساح وفندق الحرمين في منطقة الضباب». وفي شمال المدينة قالت المقاومة إنها أجبرت الحوثيين في منطقة الزنوج على التراجع، مشيرة إلى سقوط سبعة جرحى جراء القصف الحوثي في مختلف جبهات المدينة.