ما زالت مشاورت الكويت بين الوفد الحكومي ووفد الحوثيين والرئيس السابق علي صالح تراوح مكانها على رغم الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة لتقريب وجهات النظر وتضييق هوة الخلاف الواسعة بين الوفدين المتفاوضين. وعقد المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد جلسة جديدة صباح أمس ضمت أربعة ممثلين عن كل وفد إلا أنها انتهت من دون التوصل إلى اتفاق بسبب تمسك الحوثيين وحزب صالح بتشكيل حكومة توافقية تتولى تنفيذ أي اتفاق تتوصل إليه المفاوضات، في مقابل تمسك الوفد الحكومي باستعادة الدولة ومؤسساتها وتسليم الأسلحة وانسحاب المليشيات أولاً قبل أي حديث حول الشق السياسي. وأدلى وزير الخارجية اليمني ورئيس الوفد الحكومي عبدالملك المخلافي بعد جلسة أمس بتصريح يعكس انسداداً جديداً في أفق المشاورات قال فيه إن «هوة الخلاف مع وفد الحوثيين واسعة». وأضاف: نحن نناقش من أجل عودة الدولة لتكون مصدر أمان للجميع، وهم يفكرون فقط بالسلطة، ويطالبون بحكومة توافقية وتقاسم سلطة. وسأل: كيف تستطيع ميليشيات انقلبت على الدولة، ودمرت المؤسسات والقوانين والجيش أن تعتبر اقتسام السلطة قضية متقدمة على استعادة الدولة؟ وقال عضو الوفد الحكومي محمد العامري: بعد أن انقلبوا (الحوثيون) على الدولة ونهبوا معسكراتها ومؤسساتها وممتلكاتها وفرضوا حكماً ميليشيوياً عنصرياً طائفياً على المناطق التي يتحكمون فيها جاؤوا يبحثون عن شرعية دولية لأفعالهم. وتابع: أصبح من الواضح أن وفد الميليشيات الانقلابية لا يبالي بحياة الناس ويستمر في استهتاره بمصير الشعب اليمني ويصر على المضي في انقلابه. وعلى الصعيد الميداني، واصل الحوثيون انتهاك وقف إطلاق النار في مناطق صرواح وهيلان غرب مأرب وفي جبهة نهم شمال شرقي صنعاء، كما شنت قواتهم قصفاً هو الأعنف منذ بدء الهدنة على مواقع الجيش والمقاومة في مديريات «المصلوب والمتون والعقبة والغيل» في محافظة الجوف ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة آخرين. وقالت المصادر إن قوات المتمردين قصفت بصورايخ «كاتويشا» عدداً من المناطق والقرى في مديرية عسيلان في محافظة شبوة. وأفادت القوات المشتركة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية بأن قواتها صدت هجوماً للحوثيين وقوات صالح في منطقة «كرش» شمال محافظة لحج وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وأجبرتهم على التراجع. إلى ذلك حمّلت لجنة التهدئة في محافظة تعز جماعة الحوثيين ومسلحي صالح مسؤولية استمرار الحصار على المدينة واتهمت ممثليهم «بنكث الوعود وعدم الوفاء بفتح المعابر» الذي كان مقرراً أمس، إلى جانب قيام الحوثيين باستحداث مواقع عسكرية والاستمرار في حشد المقاتلين إلى مختلف الجبهات. في غضون ذلك، كشفت مصادر الجيش والمقاومة عن وصول قوات ضخمة للتحالف العربي والجيش الوطني إلى مدينة مأرب تضم أكثر من 300 آلية ما بين عربات عسكرية ومدرعات، في سياق الرد على انتهاك الميليشيات للهدنة ومحاولتها التقدم إلى مواقع الجيش والمقاومة في مأرب ونهم والجوف.