بالتوازي مع الجمود الذي يغلف أجواء مشاورات السلام المستمرة في الكويت للأسبوع الخامس، أعلنت أمس القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة اليمنية، السيطرة على مناطق جديدة في محافظة الجوف ومديرية نهم شمال شرقي صنعاء، رداً على ما وصفته ب «الخروق المتكررة للهدنة» من قبل ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، كما أكدت مقتل أكثر من 30 مسلحاً خلال الهجمات المضادة. وعلمت» الحياة» من مصادر مطلعة على سير المفاوضات اليمنية في الكويت، أن وفد الحكومة اليمنية ناقش أمس خلال لقاء منفرد مع مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد «موضوع العقوبات الدولية في قرارات مجلس الأمن والمفروضة على القيادات التي تورطت بالانقلاب وإسقاط الدولة». وقالت المصادر أن الوفد الحكومي طالب خلال اجتماعه مع ولد الشيخ بحل المليشيات وإبعاد الرئيس السابق علي صالح من المشهد السياسي إلى جانب نجله أحمد، وزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وشقيقه عبد الخالق الحوثي والقيادي في الجماعة أبو علي الحاكم وكل المشمولين بعقوبات دولية، قبيل الدخول في أي اتفاق سياسي، أو تشكيل حكومة وطنية توافقية. وكان الوفد الحكومي قرر العودة إلى طاولة المفاوضات أول من أمس، بعد تلقيه ضمانات دولية وإقليمية، قبل أن يقرر المبعوث الأممي وقف جلسات الحوار المباشرة والاكتفاء بعقد لقاءات منفصلة مع رؤساء الوفدين أملاً في تضييق هوة الخلاف بين الفريقين قبل استئناف المشاورات المباشرة على مستوى الجلسات العامة وجلسات اللجان الفرعية الثلاث المؤلفة من الوفدين والمختصة بالملفين السياسي والأمني وملف الأسرى والمعتقلين. ميدانياً، أكدت المقاومة والجيش الوطني أنها ردت على خروق الحوثيين وقوات صالح في محافظة الجوف ومديرية نهم عبر هجمات مضادة سيطرت خلالها على مناطق واسعة، فيما أدت المواجهات إلى مقتل أكثر من 30 متمرداً. وذكر إن قوات الجيش والمقاومة، «أحبطت هجمات للمتمردين في مديريتي المصلوب والغيل بالجوف، وشنت هجوماً معاكساً، تمكنت خلاله من التقدم والسيطرة في مناطق» الساقية، والقردة، حيث توجد أكبر ثكنة عسكرية للميليشيا في مديرية الغيل، وغنمت القوات كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات كما تقدمت باتجاه منطقة وقز، والهيجة، في مديرية المصلوب». وأكدت مصادر مقتل 10 متمردين على الأقل خلال العمليات المشتركة للجيش والمقاومة وإصابة العشرات، وقالت إنها تقترب من السيطرة كلياً على مديريتي المصلوب والغيل على إثر الانهيارات الواسعة في صفوف الحوثيين وقوات صالح. وفي مديرية نهم شمال شرقي صنعاء، أكدت مصادر الجيش والمقاومة مقتل أكثر من 25 مسلحاً من ميليشيا الحوثيين وصالح في هجوم عكسي جاء رداً على هجوم للميليشيات التي استمرت في خرق الهدنة طيلة الأسابيع الماضية. وأضافت أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية سيطرت على «قرى آل عامر والنملة والضبيعة والذراع إضافة إلى عدد من المواقع الاستراتيجية، بينها مواقع «الحمرة ونصيب مفتاح والشرية والقصباء والجامع والقرين والنجفة والزعزوع والمشبه، وكذلك منفذ الشويحط الذي يسيطر على مناطق وادي وسط». وفي نيويورك (الحياة) أعلن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه أبدى خلال لقاء مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير «تقديره لدعم المملكة العربية السعودية لمحادثات السلام في اليمن، الجارية حالياً في الكويت، وطلب أن تقدم المملكة دعمها لاستمرار وقف الأعمال القتالية، بما في ذلك خلال شهر رمضان، بحيث يتم إيصال المساعدات الإنسانية الى محتاجيها» في اليمن. وأوضح بيان أن بان كي مون «أشار في الشأن السوري الى الحاجة الى التقدم العاجل في المفاوضات، وأهمية دور مجموعة الدعم الدولية لسورية لاتخاذ إجراءات ضد منتهكي وقف الأعمال القتالية» في سورية. وشكر بان المملكة على «سخائها في القضايا الإنسانية خصوصاً مساهمتها بمبلغ 19 مليون دولار لوكالة الأونروا». وناشد بان المملكة أن «توقع وتصادق على اتفاقية باريس للمناخ».