سلمت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية دعماً لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) بمليون دولار، في حفلة أقيمت الأسبوع الماضي بمقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور العديد من المسؤولين في المنظمة والمؤسسة، وذلك من ضمن جهود المؤسسة في تمويل برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية ب«يونيسكو»، الذي بدأ منذ عام 2007 من خلال دعم كريم من الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله. وسلم الدعم للمديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا، المدير العام للمؤسسة صالح ابراهيم الخليفي، بحضور عدد من أعضاء السلك الديبلوماسي العرب لدى المنظمة، كما تم توقيع مذكرة تفاهم أولية بين يونيسكو ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية يتم بمقتضاها العمل على دعم استخدامات اللغة العربية في أنشطة وبرامج منظمة يونيسكو كافة، وذلك لمدة 5 أعوام. من جهتها، عبرت بوكوفا عن شكرها وتقديرها للمملكة العربية السعودية على اهتمامها باللغة العربية ونشر الثقافة العربية، مشيدة بجهود الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز في هذا المجال ومثمنة لإسهامات مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في التواصل الحضاري وبرامجها المختلفة لخدمة اللغة العربية ونشر الثقافة العربية في العالم، معتبرة أنّ دعم المؤسسة لهذا البرنامج يُعد أحد الشواهد الرئيسة على عناية المؤسسة بهذا المجال. ونقل المدير العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية صالح الخليفي للمنظمة تحيات وتقدير رئيس مجلس أمناء المؤسسة الأمير خالد بن سلطان والأمين العام للمؤسسة الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز وتقديرهما لاهتمام يونيسكو بنشر الثقافة العربية، وأكد أنّ هذا البرنامج سيحقق إضافة كمية ونوعية لاستخدامات اللغة العربية في برامج وأنشطة «يونيسكو» كافة، كما سيسهم بشكل واضح في تحقيق نقلة إيجابية في حضور اللغة العربية بالمنظمة. السفراء يشيدون بدعم المؤسسة أشاد سفراء الدول العربية لدى «يونيسكو»، الذين حضروا مراسم تسليم الدعم المقدم من المؤسسة للبرنامج، وكذلك توقيع مذكرة التفاهم بين المنظمة والمؤسسة، بما قام به الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله في خدمة العالمين العربي والإسلامي بشكل عام وما قام به ويواصل القيام به من بعده أبناؤه من جهود مميزة في خدمة الثقافة العربية على مستوى عالمي معتبرين أنّ هذه الجهود كان لها الدور الإيجابي المميز في تعزيز قيمة اللغة العربية وتأكيد حضورها في المحافل الدولية. وقدرت منظمة «يونيسكو» تجديد شراكتها العريقة مع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية من خلال برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في المنظمة، الذي أطلق منذ سنوات عدة لدعم اللغة العربية وترجمة الأبحاث والمؤلفات ومحاضر الجلسات والاجتماعات والتقارير الميدانية. وأشاد المسؤولون في المنظمة وسفراء الدول العربية لدى المنظمة بمبادرة مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في تبني هذا البرنامج الرائد، الذي يعكس إيمان الأمير سلطان بن عبدالعزيز بأنّ نشر اللغة العربية بين شعوب العالم هو أقصر طريق للتفاهم والتحاور والتلاحم مع تلك الشعوب وإيصال رسالتنا الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وأكدوا على إسهام اللغة العربية الاستثنائي في تطوير العلوم، وأن العالم العربي لعب دوراً مركزياً في التقريب والتبادل بين الحضارات المتباعدة في القرون الوسطى. ويعد التبرع السخي من لدن الأمير الراحل لدعم اللغة العربية في منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونيسكو» حافزاً مادياً ومعنوياً على المستوى الدولي لدعم اللغة العربية في مختلف نشاطات المنظمة من خلال تعزيز الموقع الإلكتروني للغة العربية والترجمة الفورية وترجمة الأبحاث والمنشورات المختلفة والتقارير الميدانية والمؤلفات ووقائع الجلسات والاجتماعات، ومن أجل حضور أقوى للغة العربية في تلك المنظمة العالمية. وكان أحدث مساهمات المؤسسة في هذا البرنامج دعم كتاب «الفلسفة.. مدرسة الحرية»، الذي أصدرته المنظمة لتعزيز استخدام اللغة العربية في «يونيسكو». وكان رئيس مجلس أمناء المؤسسة الأمير خالد بن سلطان أعلن خلال رعايته للحفلة الختامية للغة العربية بمقر منظمة يونيسكو العام الماضي، عن تبرع المؤسسة بمبلغ 5 ملايين دولار خلال خمس سنوات لدعم برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية، إضافة إلى ما سبق أن قدم من تبرع للبرنامج، وبهذا يصبح إجمالي دعم البرنامج 8 ملايين دولار. ودشن الأمير خالد بن سلطان وقتها البرنامج وألقى كلمة أكد فيها أن «اللغة من أهم مقومات الهوية لكل أمة، فهي سجل ماضيها ولسانه، وسجل حاضرها ولسانه، وسجل مستقبلها ولسانه، وهي الوعاء الثقافي والفكري الذي يجمع الأمة ويوحدها، واللغة تقوى وتضعف بقوة أبنائها وضعفهم، لذا تحرص الشعوب على التمسك بلغتها اعتزازاً ودفاعاً تطوراً وانتشاراً». وأشار إلى أن «اللغة العربية هي تراث العرب ومستودع تاريخهم، مرتبطة بهوية أمتهم ودينهم وثقافتهم والتواصل في ما بينهم، وهي الرابط القوي بين مختلف الأعراق والحضارات ذات الهوية الإسلامية، ولن أعيد ما قيل في حقها وفضلها على كثير من اللغات، إذ يكفيها فخراً ويكفينا افتخاراً بها أنها لغة القرآن الكريم الموجه إلى الإنسانية جمعاء والطريق المستقيم لمن أراد اعتناق هذا الدين، فالله يقول: (إنَّا أنزلناه قرآناً عربياً)، وفي آية أخرى: (بلسانٍ عربي مبين)». ودعا إلى تتبع التاريخ قديمه وحديثه، موضحاً أن «العصور والأمم ترتقي بازدهار العلوم فيها وتتخلف بتخلفها». وقال: «إن التراث الغني بالعلوم الإنسانية والطبيعية مدوّن بهذه اللغة العظيمة اللغة العربية، ولا أحد يجهل أن هذا التراث الإسلامي والحضارة الإسلامية التي سادت قروناً عدة كان لها التأثير القوي في الحضارة الغربية عامة والأوروبية خاصة». يذكر أن مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية بدأت منذ إنشائها بالتعاون مع الجامعات والمراكز العلمية المتخصصة داخل المملكة وخارجها لما يحقق أهداف المؤسسة ويسهم في تكامل وتعاضد المشروع العلمي الثقافي مع المشروع الخيري الإنساني، وكان للمؤسسة السبق في السعي لتجسير الفجوة بين الثقافات المختلفة ومحاولة التواصل الحضاري وإقامة حوار علمي عقلاني مع الآخرين بما يسهم في تبادل الرأي والاستفادة مما حققه الغرب من نجاحات في علوم مختلفة، وكذلك تصحيح الصورة الذهنية السلبية عن العرب والمسلمين. وفي هذا الإطار تواصل المؤسسة تنفيذ برامج عدة تتضمن إبرام عدداً من اتفاقات التعاون مع جامعات أميركية وأوروبية وآسيوية ومنظمات ثقافية وإنسانية عالمية.