حضت المرشحة الديموقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون الناخبين على الإقبال على التصويت في يوم «الثلثاء الكبير» الأخير من الانتخابات التمهيدية والذي أجري في ست ولايات بينها كاليفورنيا، على رغم إعلان وسائل الإعلام الأميركية قبل ساعات من الاقتراع انها حسمت ترشيح الحزب بجمعها أصوات 2383 مندوباً. وصرحت كلينتون في مدينة لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا: «سنحارب من أجل كل صوت خصوصاً هنا في كاليفورنيا»، حيث تمسكت بانتصار رمزي على منافسها سناتور فيرمونت بيرني ساندرز، بهدف رص صفوف معسكرها في شكل أفضل استعداداً للاقتراع الرئاسي في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ويثير موقف ساندرز المتمسك بمواصلة التحدي قلق الحزب الديموقراطي، خصوصاً انه يشكك في احتمال مواجهة كلينتون أو أحد مساعديها تهماً جنائية تتعلق باستخدامها بريدها الإلكتروني الخاص في منزلها في أغراض العمل خلال توليها منصب وزيرة الخارجية بين عامي 2009 و2013، علماً ان القضية تخضع لتحقيق جنائي يجريه مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي). كما يُندد ساندرز بأي حساب يشمل كبار المندوبين الذين أكد انه يستطيع اقناعهم بتغيير موقفهم قبل المؤتمر العام للحزب في فيلادلفيا في 25 تموز (يوليو) المقبل. ويتألف كبار المندوبين غالباً من الزعماء الحزبيين والأعضاء المنتخبين في مجلس الشيوخ وأعضاء مجلس النواب وحكام الولايات والذين يستطيعون تغيير قرارهم في أي وقت. لذا رددت اللجنة الوطنية في الحزب الديموقراطي قول حملة ساندرز إنه «يجب عدم إحصاء أصوات كبار المندوبين قبل أن يدلوا بها فعلاً في مؤتمر الحزب». لكن نانسي وورلي، رئيسة الحزب الديموقراطي في ألاباما، التي تعتبر أحد الناخبين الكبار الذين أعلنوا تأييدهم لكلينتون في اللحظة الأخيرة، قالت: «إذا كان التصويت الشعبي كاسحاً وغالبية المندوبين في صف كلينتون، سيكون من الجنون عدم رصّ صفوف الحزب لمواجهة (المرشح الجمهوري) دونالد ترامب». واستقطب ساندرز جمهوراً عريضاً في مؤتمراته التي عقدها بساحات عامة وملاعب رياضية. وحظي من خلال وعده بإحداث «ثورة سياسية» بدعم الناخبين الأصغر سناً والغاضبين من الفوارق الاقتصادية. لكن كلينتون التي تفضل عقد مؤتمرات أصغر، واصلت التقدم على ساندرز خصوصاً بين الفئات الأكبر سناً ممن ربطتهم علاقات أطول بالحزب الديموقراطي. وهي تركز وعودها الأكثر تحفظاً من ساندرز على تحسين سياسات الرئيس الديموقراطي باراك أوباما. وقال الممثل توني غولدوين في تجمع أول من أمس: «لنعمل حتى تنجح الأصوات ال 18 مليوناً التي جمعتها هذه المرأة قبل ثماني سنوات في كسر هذا السقف الزجاجي»، وذلك في إشارة الى الأصوات التي حصدتها كلينتون في الانتخابات التمهيدية امام باراك أوباما. وستكون المواجهة بين امراة ورجل اعمال لا خبرة لديه في السياسية لا سابق لها في الولاياتالمتحدة، كما ستشكل ذروة موسم سياسي استثنائي شهد غضب الناخبين الجمهوريين واعتراض النخب من كل الأقطاب.