لم تنتظر المرشحة الديموقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون فتح أبواب مراكز اقتراع يوم «الثلثاء الكبير» الأخير في الانتخابات التمهيدية لحسم فوزها بترشيح الحزب، إذ أعلنت وسائل الإعلام قبل ساعات أنها جمعت عدد المندوبين المطلوبين، وهو 2383، إضافة إلى غالبية المندوبين الكبار. وبالتالي باتت الأميركية الأولى ووزيرة الخارجية سابقاً، المرأة الأولى في تاريخ الولاياتالمتحدة التي تخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، في مواجهة محتملة مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يتخبط بتصريحات عنصرية ووابل انتقادات ضده من قيادات اليمين. ومع رسم فوز كلينتون معالم خط النهاية للسباق الديموقراطي، يبدأ التفاف القيادات الديموقراطية رسمياً حولها، وفي مقدمها الرئيس باراك أوباما الذي أعلن البيت الأبيض نيته كسر صمته ودعم كلينتون رسمياً في وقت قريب. كما اتصل أوباما بساندرز وتحدث معه لمدة 45 دقيقة، في ظل توقعات بإمكان إقناعه بالانسحاب من السباق الديموقرطي إذا خسر اقتراع ولاية كاليفورنيا. وخاض ساندرز حملة غير تقليدية خالفت كل التوقعات بهزيمته كلينتون في 20 ولاية، على رغم تراجعه في نهاية المطاف في عدد المندوبين ومجموع الأصوات. وراهن أمس، على انتزاع فوز في ولاية كاليفورنيا، الأكبر على صعيد عدد السكان، لمحاولة تغيير ميول كبار قادة الحزب في المؤتمر العام المقرر في 25 تموز (يوليو) المقبل، باعتباره الأكثر قدرة على مواجهة ترامب كونه يتقدم عليه بفارق أكبر من كلينتون في استطلاعات الرأي. لكن هذا السيناريو مستبعد بسبب تقدم كلينتون الشاسع على ساندرز في عدد الأصوات (3 ملايين). وعكست تحضيرات كلينتون ليوم «الثلثاء الكبير» الأخير وإلقاؤها خطاباً من نيويورك ليل الثلثاء – الأربعاء، تصرفها عملياً كمرشحة فعلية للحزب، علماً انها تركز هجومها منذ أشهر على ترامب وتتجاهل ساندرز. لكن معضلتها في المرحلة المنظورة تتمثل في مغازلة أنصار ساندرز، والذين تشير استطلاعات للرأي أن 38 في المئة منهم لن يمنحوها أصواتهم كونها أكثر وسطية في ميولها السياسية والاقتصادية. وستساعد كلينتون في توحيد الصف الديموقراطي وجوه بارزة في اليسار الأميركي، مثل السناتورين أليزابيت وارن وآل فرانكن، إضافة بالطبع إلى زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. وسيكون دعم أوباما ونائب الرئيس جو بايدن محورياً للم شمل الحزب. أما الجمهوريون فيواجهون كابوساً آخر مع ترامب بعد تهجمه على القاضي الفيديرالي المكسيكي الأصل غونزالز كورييل الذي يشرف على دعوى قضائية بتهم الاحتيال ضد «جامعة ترامب» المنحلة. وأحدث هجوم ترامب على جذور القاضي اتهامات له بالعنصرية، ورد فعل عكسي من الوسطين الجمهوري والديموقراطي اللذين شهدا تنديدات بإهانة الأقلية اللاتينية التي تشكل نسبة 17.2 في المئة من الأميركيين. ويتخلف ترامب بنِسَب كبيرة عن كلينتون بين الأقليات الذين قد يحسمون التصويت في ولايتي فلوريدا وأوهايو.