نظم النادي الأدبي بالرياض خلال الفترة من 1 إلى 3 نيسان (أبريل) الجاري ملتقى النقد الأدبي في المملكة، في دورته الخامسة بعنوان: «الحركة النقدية السعودية حول الرواية»، وشارك في فعالياته نحو 30 باحثاً وناقداً وأستاذاً جامعياً أسهموا بالبحوث، وإدارة الجلسات، والتعقيب عليها، وإثراء الملتقى بالحوارات والمداخلات. وكانت الجلسة الرابعة والأخيرة من الملتقى عُقدت أمس الأول (الأربعاء) وأدارها الدكتور محمد بن يحيى أبوملحة، وبدأ الدكتور سحمي الهاجري بورقة عنوانها: «نقد الرواية في جماعة حوار»، ذكر فيها أن الرواية بطبيعتها «تُعد من أكثر الأجناس الأدبية اشتباكاً مع سياقها العام، ومن أبرز الأجناس الأدبية في احتفائها بالحوارية مع سياقها، وأن الحوارية في الأساس جزء من صميم البنية الفنية للرواية، وكل ذلك يلتقي مع أهداف الجماعة، في نشر الوعي المعرفي والجمالي داخل واقعها الاجتماعي والثقافي، بعد مرحلة الاستقطاب الآيديولوجي الشديد في نهاية الألفية السابقة، وبهذا كان من الطبيعي أن تتصدر الرواية ملتقيات الجماعة بداية من المحور الافتتاحي وهو: «خطاب السرد في الرواية النسائية السعودية» عام 2003، الذي يُعد أول اهتمام مبرمج برواية المرأة في مسيرة النقد المحلي. وتبعه الدكتور عامر الحلواني بورقة عمل بعنوان: «الرواية السعودية في بحوث الجامعيين»، استعرض فيها أشكال الرواية السعودية في ضوء البحث الجامعي، واختبار للرهان القرائي أو النقدي، محاولاً الوقوف على مدى نجاعته في ضوء بعض البحوث الأكاديمية التي دارت حول الرواية السعودية، والتي أنجزت في إطار رسائل الماجستير بقسم اللغة العربية بجامعة الملك فيصل، وكان الباحث طرفاً في مناقشتها، مستعرضاً القراءات الأكاديمية التي دارت على الرواية السعودية، وبأسسها المعرفية وآلياتها الإجرائية. وفي ختام هذه الدورة، انتهى المشاركون والحضور إلى توصيات مختلفة، أبرزها التأكيد على أهمية اختصاص الملتقى في النقد الأدبي السعودي واستمراره، فذلك علامة امتياز للملتقى، وعامل إخصاب وإثراء متجدد للساحة الثقافية السعودية والعربية، واستقطاب النقاد الذين يكونون محور الدراسات وتكريمهم والعمل على نشر بحوث الدكتورة سعاد المانع في كتب، ثم الاهتمام بالنقاد الشباب واستحداث تكريم باسمهم في دورات الملتقى القادمة، وإصدار مجموعة من الدراسات النقدية المتصلة بموضوع الملتقى، وأن يكون ضمن خطة الملتقى اختصاص التجربة النقدية لأحد النقاد السعوديين المعروفين، وتخصيص دورات من الملتقى للسرد واختصاص المسرح والقصة القصيرة، وأن يعمل النادي على إصدار «ببلوغرافيا» للنقاد السعوديين والمؤلفات النقدية.